أمريكا تحترق

|

آية من آيات الله عز وجل، رأينا الله عز وجل وقدرته التي لم نشك بها يوماً بفضل ربنا في تلك الحرائق، فتلك هي أمريكا التي تتباهى بقوتها وسلطتها وعلمها ونفوذها، التي ترى نفسها إله العالم حاشا لله، تقف عاجزة بينما تلتهم النار أغلى مكان فيها؛ بل ربما أغلى مكان على وجه الأرض، تقف عاجزة ترى ويرى العالم كله التهام النار لذاك المكان وانتقاله من مكان لآخر في سكون وترقب.

لعل تلك المذيعة الحمقاء رأت اليوم ربها ورب مدينتها، ورأت قدرته ورأت تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى التي كان ينبغي عليها شكره عليها، لعلها تعض الآن أصابع الندم على كلماتها التافهة التي تفوهت بها ساخرة أن “لا شكر لله وأن تلك المدينة لا إله لها”.

حين ترى تلك التفاصيل لا تجد لسانك إلا لاهجاً بقول الله عز وجل: {حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)} يونس.

يحب البعض نعت مثل تلك الظواهر بالكوارث الطبيعية، بينما نحن المسلمون نعرف أنها إنما قوارع إلهية وآيات ربانية، يرسلها الله عز وجل على من يشاء وأين يشاء ومتى يشاء سبحانه؛ فالملك ملكه سبحانه وتعالى. يقول الله عز وجل: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} الرعد.

نعلم علم اليقين أن تلك القوارع إذ يرسلها الله عز وجل على أهل الكفر المفسدين في الأرض؛ فإنما هي عقوبة وانتقام. ليعلموا أن الله عز وجل لا يعجزه شيء، وأنه سبحانه وتعالى إن أراد أن يهلك من في الأرض جميعاً فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه؛ بل ويشعر الجميع على إثرها بالنعم التي يرفلون بها بفضل ربهم عز وجل؛ فالمصائب دائماً ما تجلي النعم التي يألفها الناس ويعتادونها ويظنون أنها حقوق مكتسبة لهم بسعيهم وذكائهم!

وهل الحال ذاته مع أهل الإسلام؟

بيد أن تلك المصائب ذاتها إن نزلت على أهل الإسلام فإنما هي ابتلاء لهم؛ فمنهم من ترفعه درجات عند ربه وهم أهل الإيمان، ومنهم من يسقط بمثلها في الهلاك إن اعترض على أقدار الله عز وجل وكفر بالله عز وجل وآياته، فلذلك تقوية إيمان المرء حال الرخاء، يجعله ينجح بفضل ربه عز وجل حال الابتلاء والاختبار، فثمة معان إيمانية ويقين ينبت في قلب الإنسان على إثر عبادته وتقربه لله عز وجل حال رخائه، تثبته وتآزره ليقطع أيام الشدة والابتلاء ويجتاز أشد الاختبارات بثبات ونجاح وسكينة يمن الله عز وجل بها عليه.

تلك آيات رهبة وخوف ووجل وخشوع وخضوع لله عز وجل

ثم مع ذلك كله، فتلك آيات رهبة وخوف ووجل وخشوع وخضوع لله عز وجل، وتلك آيات تستوجب صدق العودة والأوبة لله عز وجل، فالمسلم لا يتلق آيات الله سبحانه وتعالى كأي شخص آخر؛ بل تزيد إيمانه وعمله وسعيه لرضا مولاه عز وجل؛ فكم قرأنا من الآيات في كتاب الله عز وجل نراها اليوم بأعيننا، فتضافر الأخبار مع الواقع في آيات عجيبة يخر لها القلب خضوعاً وخشوعاً لله رب العالمين.

ومع تلك المشاعر المخبتة لله رب العالمين، تتعاظم في القلب مشاعر الفرحة بهلاك الظالمين وبخسائرهم التي يتكبدونها، فتلك أموال يُحارب بها ربنا عز وجل ويستذل بها عباده المؤمنين، يسعون بها لاجتثاث الإسلام وأهله؛ لكن هيهات هيهات.

وما غزة منا ببعيد؛ فتلك أموالهم وأسلحتهم التي يتفاخرون بقتل المسلمين بها بكل دناءة ووحشية، يبيدون بها البشر والحجر والشجر، ثم يخرج علينا بعض أصحاب الورع البارد الكاذب وكثير من المرجفين؛ يقولون تلك شماتة لا تجوز! لا ورب الكعبة؛ بل ذاك فرح يدل على الإيمان والإسلام والصحة النفسية والعقلية.

تلك عاقبة الاستكبار

عاقبة الاستكبار وخيمة، فالاستكبار إنما هو منازعة لله عز وجل في ربوبيته، قال تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16)} فصلت.

ظنت أمريكا وأذنابها أنها لا تقهر، فأتاها الله عز وجل من حيث لا تحتسب، قال الله عز وجل: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} الأنفال.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة