لو وُضِعَت الملتزمة بين مجموعة من الشباب غير الملتزمين غالبا لن يغريها هذا ولن يحرك قلبها، فهي تعي في قرارة نفسها أنها لن تروق لهم ولن يروقون لها، فليست ما يبحثون عنه او تبحث عنه.
لكن الأمر يختلف أمام الشاب الملتزم أو بحضوره، فالقلب يميل لمن يشبهه.وللشيطان مداخل لإبن آدم يعلم من أين يأتي كل منهم، فيُغري ذات الدين بالدَيِّن، ويريها محاسنه ويقذف في قلبها الإعجاب به.
فنجد ذاك الشاب الحامل لهموم أمته، العامل لدينه، المبتغي لفضل ربه يتنقل بين المنصات بحساباته ابتغاء نفع إخوانه المسلمين.
لكننا لا نفهم ما الفائدة من إغراق المتابعين بصوره بين الفينة والأخرى، فتارة بصورة في مكتبته وفي محرابه، وتارة بصورة لحيته، وتارة بثغره البسام، و…..الخ.
وهو يعلم أن نصف متابعيه من بنات حواء اللواتي قد يُفتَنَّ بذلك ويدخل لهن الشيطان من هذا المسلك.
فهذه عزباء عفت نفسها وفي داخلها كبت لشهوة يخمدها الخوف من الله والرغبة بما عنده، وهذه ذات زوج أقل وسامة او صلاحا منك -كما يزين لها الشيطان غالبا-؛
فتأتي دون قصد لتفتن أختك العفيفة فيتعلق قلبها بشخص وراء الشاشات لا ترى عيونها سوى رجل كامل الأوصاف بعد أن اظهرت الجميل وسترت القبيح بحسن سمتك ومواعظك الدينية ووسامة وجهك.
أو تفسد تلك على زوجها بعد أن كانت قانعة بنصيبها راضية به، فترى أنها مغبونة متحسرة على ما فاتها، فتُقلب حياتها وحياة شريكها -القائم عليها الكاد لأجلها وعيالها- جحيم.
ألا فاتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم، ولا تكونوا أعوان للشيطان فتُفسدوا من حيث ظننتم أنكم تُصلحون.
انشروا علما وعلموا وتعلموا ولكن بفطنة وذكاء فلا يغلبنكم الشيطان، فإن العمل كلما كان اخفى كان أرجى للقبول.
وابتعدوا عن إمطار المتابعات بيومياتكم ومزاحكم وأشياء أنتم وهن في غنى عنها.
فأنتم صفوة الشباب، حراس الدين، السور الذي نطمع أن ندفع به عدوان الحاقدين على التوحيد، لا تحيدوا عن المسار ولا تضيعوا الطريق ولا تنسَوا الهدف،
فإن من ورائكم أيام تحتاج رجال بقلوب مخلصة تبيع هذا الحطام لأجل دينها، ونساء بنفوس أبية لا تنحني إلا لمولاها تربي جيلا منشودًا يعيد لأمتنا عزها ولأرضنا تطبيق شريعة غابت عنها وهي تحن إليها وتبكي شوقًا للُقياها.