أروع أنواع النجاح

|

هناك فتاة مسرورة بإنجازٍ لها، تعتبره أروع أنواع النجاح، تقول: جربتُ اليوم معنىً غالٍ من معاني الحياة، في ضوءِ الاسلام. كنت أمر بمرض وكان لديّ موعد مع الطبيبة، وذلك في وقت المغرب؛ فذهبتُ إليها وجلستُ طويلاً ولم يأتِ دوري بعد. احتجتُ إلى الوضوء لأن وقت العشاء كان يقترب وخفتُ من ضياع الصلاة. 

لم أعتد أن أنزع خماري ونقابي خارج المنزل، أستثقل ذلك الأمر كثيراً وأرى أنه صعب وشاق عليّ نفسياً، ولا أفعله أبداً. لكن يمر وقت المغرب بسرعة. فكرتُ هل أذهب إلى المنزل لأصلي ثم أذهب للطبيبة الأسبوع القادم؟ لكن ماذا لو اشتدّ عليّ تعبي وهل سأستطيع تحمّله؟ 

أخذتُ قراري فوراً بكَسرِ الخوف والرهبة وذهبتُ إلى الحمام، وبدأتُ في الوضوء. كان أمراً غريباً أن أفعل ما أخاف منه؛ لكن لا يوجد طريق آخر! ولم يكن هناك مرآة لأنظر فيها هل استطعت ارتداء خماري ونقابي بشكلٍ منضبط أم لا. وعندما ارتديتهما مرةً أخرى وسرت إلى سجادة الصلاة شعرتُ بالانتصار على نفسي وعلى الشيطان بعدما كاد أن يغلبني؛ فقد حاول الشيطان تزيين تَرك الصلاة قائلاً لي: أنتِ متعَبة وهذا الكشف ضروري، والمنزل لن يطير فيمكنكِ الصلاة بعد العودة. 

عندما أنهيتُ صلاتي شعرتُ بأن روحي تحلق في السماء، كان شعوراً بديعاً مكوّناً من لذة تعانق الاطمئنان. 

تعلمتُ درساً قيماً وهو أن ليس كل ما نخافه يستحق الخوف، وأن النجاح في تحطيمِ آمال الشيطان هو من أروع أنواع النجاح. وتذكرتُ فائدة قرأتها في كتاب ذات يوم، وهي أن تأدية المهمة في الظروف الطارئة أو غير المعتادة يجعلنا نرجع إليها ونتذكرها في بقية الأيام العادية عند تأديتها بالشكل المعتاد؛ فإذا كنا قد فعلناها في ظروف مختلفة فما المانع من تأديتها في الظروف العادية؟ 

والحمد لله، ستظل ذكرى طيبة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة