آسرةٌ تلك المشاهد التي تنبض بالفطرة الربانية التي فطر الله الأنثى عليها، فطرة تلك الصغيرة التي تمسك دميتها وتضع عليها قطع القماش مختلفة الألوان لتلبسها نقاباً وجلباباً لا يظهر منه سوى عينيها، ثم تضع بجانبها أخرى أصغر منها لتكون ابنتها التي ترعاها، أو تلك التي لم تتجاوز الثمان سنوات ولا تقبل الخروج إلا بحجابها على رغم صغر سنها ووجود رفيقاتها بدون حجاب؛ لكنها الفِطرة! وتلك الأخيرة التي تضع دميتها كطفلتها الرضيعة وتغطيها وتهزها وتغني لها لتنام، ثم تنام بجانبها وقد هدأت نفسها!
هذي المشاهد الرفيعة التي تعكس فطرة الأنثى السليمة التي لم تصلها أيادي النسوية الشيطانية، تنبئُك أن ما فطر الله عليه الناس لا يُمكن أن تزيله أيدي البشر من النفوس، فإن شُوهت الفِطَر في جيل ما؛ ستعقبه الأجيال الناشئة بتلك الفِطر السليمة والنفوس البريئة؛ لكنها عُرضة للضرر، وتحتاج أن تُرعى وتُصان بعيداً عن أيادي لصوص الفِطرة السويّة كالنسوية وأمثالها.
وهذه المسؤولية “مسؤولية حماية الفطرة” تقع على عاتق كل مسلمٍ غيورٍ حريصٍ على أمته وحاملٍ لهمومها، وتقع بشكلٍ كبيرٍ على الأم لعظيم أثرها على الأولاد…
-ميادة الصالح
فنمّي في طفلتك حُب الحجاب ولا تنتزعي منها فطرة الحياء بحجة أنها صغيرة، ربيها على العفاف وحُب الستر والحرص عليه منذ نعومة أظفارها، دعيها تشعر بالأمومة تجاه دميتها ولا تنهريها فتشعر كأنها تفعل ذنباً عظيماً، أعينيها بحُسن الرعاية على أن تكون أنثى مسلمة تعلم واجباتها ودورها في الحياة كما أراد الله لها، كوني ساقيةً للفِطَر لا مقتلعةً لها، ثبتي الجذور حتى تصمد بعد ذلك أشجار فطرتهم في وجه رياح الفتن، فإنها رياح فتنٍ عاتيةٍ فلا تستهيني بها وتتركيها لها!