تبدأ القصة بحساب عام لفتاة تحمل هم الأمة، أُنشئ عن صدق نية ورغبة بنصرة الدين. كانت البداية بمنشورات دعوة للدين ونصوص شرعية على العام؛ لكن التفاعل كان قليلًا ولا بد من التحديث المستمر لينتشر الدين بشكل أكبر!
بدأت تتزين المنشورات بالرموز التعبيرية -الإيموجيات- والملصقات؛ لتلطيف الجو واستقطاب البعيدين عن الدين؛ فالناس تحتاج للنظر لشيء يسرها لتتقبل ما فيه!
ثم بدأت تنشر مكتبها الوردي وكوب قهوتها، وكتبها ويوميات دراستها؛ لتعكس للناس صورة لطيفة عن طالبة العلم المجتهدة المنظمة ذات الذوق الرفيع!
لم تلبث كذلك حتى تطور الأمر فبدأت تنشر يدها بالقفازات، ثم سول لها الشيطان لتنشر من دونها، ثم ظلها، ثم حجابها، ثم صورها وهي تغطي وجهها فهي الحيية التي لا تسمح للناس بالنظر لوجهها؛ أما جسدها فلا بأس.
ثم بعد مدة تذكرت أن صوت المرأة ليس بعورة، فلا بأس إذاً ببعض القراءات للكتب والتعليق عليها من باب نشر العلم بين أبناء جيلها، فبدأ صوتها مع صورة، ثم صورتها وهي تغطي وجهها، ثم ظهرت يا حسرتنا للناس، ثم تنازلت عن كثير من شروط الحجاب إرضاءً للمتابعين، وهلم جراً متابعة لخطوات الشيطان، فيا لعظيم المُصاب!
أنبالغ؟ لا بل هذا هو حال البعض اليوم، وهذه “الأطوار” تتكرر نفسها مع الكثيرات. هذي خطوات الشيطان التي تُستدرج بها النساء؛ فينزع منهن الدين شيئاً فشيئاً بحجة الدعوة ونشر الدين، ولو أنها دعت للدين بنشر نصوصه الصحيحة؛ لكفاها ذلك وبارك الله لها الأثر؛ ولكنها سُبل الشيطان الخفية!
فـ”لا تفتحه إنك إن تفتحه تلجه”، يا مباركة، ضعي هذي العبارة نصب عينيكِ كلما هممتِ بأمر ما لا يرضاه الله، ولا تُلبسي الهوى جلباب الدعوة للدين؛ فإن الله لا يقبل إلا ما كان خالصاً له وموافقاً لشرعه، فاحذري المتاجرة بالدين لأجل الدنيا، فما كان لغير الله انقطع وبار وكان حسراتٍ على صاحبه.
﴿۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.