والمتتبع لسير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجد أنه لا يكاد واحد منهم ينجو من الابتلاء في عزيز عنده؛ فمنهم من ابتلي في ولده ومنهم من ابتلي في أبيه أو أمه أو كليهما، ومنهم من ابتلي في زوجه ومنهم من ابتلي في الجميع!
ذلك ليتسلى كل مسلم مبتلى في الحياة، فما من ابتلاء قد يُصاب به مسلم إلا وقد أصيب من الأنبياء مثله، فمن يجد من يشابهه في الابتلاء يكن سلوى لقلبه؛ فكيف إن كان من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟
وذاك التشابه يغلق أبواب كثيرة أمام الشيطان، فلا يُفتن الإنسان بسببها، فإن قال له الشيطان: (لو أحبك الله ما أصابك كذا)؛ أجاب: (قد أصيب به من هو أكرم مني). ولو قال له: (لو كنت حقًّا مؤمنًا لما لحقك كذا)؛ رَدَّ: (قد لحق بأعظم الخلق إيمانًا).
فلذلك كانت لنا في سيرهم القدوة والعبرة والسلوى؛ لمن أحسن الاتباع.