لماذا نبعد الأطفال عن مساجدنا؟

|

ها قد أقبل شهر رمضان، شهر القرآن والقيام والمساجد التي بطبيعة الحال لن تخلو من الأطفال، الذين يشعرون بمزية الشهر ويودون لو عاشوا بعض نفحاته وأجوائه، وإن كان الأمر لا يخلو من روح الطفولة التي تسبب بعض الصخب والضوضاء والفوضى.

ومن هنا تتجدد مشكلة التعامل مع الأطفال في المساجد التي تحدث كل عام للأسف، فيبدأ التعامل معهم بالصراخ والتوعد والطرد والإبعاد، ولا أعلم حقيقة لماذا لا يصبر عليهم الكبار، ولا يمكنني تخيل مآلات صد الأطفال عن بيوت الله عز وجل!

نعم، الأمر شاق، خاصة على كبار السن؛ لكن يمكن حل المشكلة بدون تعنت وتنحية للصغار، وبدون ترك الأمر بلا ضابط. فمثلاً:

  • بمكافئة بسيطة كقطعة حلوى؛ نستطيع تدريب الصغار على احترام الصلاة والمساجد.
  • بوعد صادق بإحضار هدية مميزة لأكثرهم أدباً؛ سنجد تجاوب منهم بإذن الله.
  • بجلسة مخصوصة مع الصغار بعد الصلاة، يقص عليهم أحد الشباب قصة؛ سيأسر قلوب معظمهم.
  • يمكن إقامة مسابقة شيقة بعد صلاة القيام شريطة ألا يصدروا أصواتاً مزعجة وألا يسببوا الفوضى.
  • يمكن إقامة تنافس بينهم يفوز فيه من يقرأ أكبر قدر من القرآن، أو من يحفظ وجه معين بصورة أكثر إتقان.
  • يمكن الإعلان عن اسم أكتر الأطفال أدباً ونظاماً وإعطاءه هدية رمزية أمام الحضور مع الوعد بإعادة الاختيار في اليوم الذي يليه.

أما الطرد والإبعاد والتوعد؛ فلن يجدي نفعاً معهم؛ بل سيزيدهم عناداً، فلا أنت حببتهم في المسجد والصلاة، ولا أنت تخلصت من شغبهم.

مؤلم جداً أن تجد طفلاً يرتاد المساجد في رمضان وقد علمت أن أهله لا يهتمون لأمر الصلاة والمساجد، ثم يجد الصد والإبعاد والقسوة من أهل المسجد بدلاً من الاحتواء والتشجيع! فبدلاً من أن نأخذ بيده ويحب الصلاة وأهلها والمسجد وأهله؛ ينفر منهم نفوراً لا رجعة بعده إلا أن يتغمده الله برحمته.

هؤلاء هم شباب الغد الذين سنتمنى لو يعمروا مساجد الله، نحن نبعدهم عنها اليوم، كما أبعدنا غيرهم أطفالاً بالأمس؛ فلم نجدهم شباباً اليوم.

-سنا برق

قد يكون الأمر شاقاً ويحتاج لصبر واحتساب من الكبار؛ لكن لعل أحد أولئك الأطفال يتعلق بالمسجد ومن ثم يتعمق في دينه ويصير أحد دعاته أو علمائه؛ فيكون هو العمل الصالح والصدقة الجارية لذلك الرجل أو الشاب الذي صبر عليه وسعى لتأليف قلبه وتعليقه بالمسجد بكلمة طيبة أو هدية بسيطة أو قطعة حلوى. ألا يستحق ذلك البذل والصبر؟

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة