حكم وضع الرأس عند الكُبَراء من الشيوخ، وتقبيل الأرض

|

أما وضع الرأس عند الكبراء من الشيوخ وغيرهم، أو تقبيل الأرض ونحو ذلك: فإنه مما لا نزاع فيه بين الأئمة في النهي عنه، بل مجرد الانحناء بالظهر لغير الله -عز وجل- منهي عنه.

ففي المسند وغيره، أن معاذ بن جبل لما رجع من الشام سجد للنبي ﷺ فقال ﷺ: “ما هذا يا معاذ؟”فقال: يا رسول الله، رأيتهم في الشام يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، ويذكرون ذلك عن أنبيائهم، فقال ﷺ: “كذبوا يا معاذ، لو كنتُ آمرًا أحدًا يسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها؛ من عظم حقه عليها، يا معاذ أرأيت إن مررتَ بقبري، أكنتَ ساجدا؟”  قال: لا. قال ﷺ: “لا تفعل هذا”.أو كما قال رسول الله ﷺ.

بل قد ثبت في الصحيح من حديث جابر:أنه ﷺ صلّى بأصحابه قاعدًا؛ -من مرض كان به-، فصلّوا قيامًا، فأمرهم بالجلوس، وقال:”لا تعظّموني كما تُعظِّم الأعاجم بعضها بعضًا”، وقال ﷺ: “من سَرّه أن يتمثل له الناس قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار”.

فإذا كان قد نهاهم مع قعوده -وإن كانوا قاموا للصلاة-؛ حتى لا يتشبهوا بمن يقومون لعظمائهم، وبين أن من سَرّه القيام له كان من أهل النار، فكيف بما فيه من السجود له؟! ومن وضع الرأس، وتقبيل الأيادي؟!

وقد كان عمر بن عبد العزيز -وهو خليفة الله على الأرض- قد وكل أعوانًا يمنعون الداخل من تقبيل الأرض ويؤدبهم إذا قَبّل أحد الأرض.

وبالجملة: فالقيام، والقعود، والركوع، والسجود: حق للواحد المعبود خالق السماوات والأرض، وما كان حقًا خالصًا لله، لم يكن لغيره فيه نصيب، مثل الحلف بغير الله -عز وجل-، وقد قال رسول الله ﷺ: “من كان حالفًا، فليحلف بالله أو ليصمت”. – متفق عليه.

وقال أيضا: “مَن حلف بغير الله؛ فقد أشرك”. فالعبادة كلها لله وحده لا شريك له. قال تعالى:

﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].

وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: “إن الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا، وأن تُناصحوا مَن ولّاه الله أمركم”.

وإخلاص الدين لله: هو أصل العبادة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة