سارع واغتنم؛ فقد مضى رمضان!

|

انقضى رمضان ولم يبق إلا أقل القليل وما زلت تقول غداً أنطلق كالخيلِ لا أدع أحداً إلا وسابقته، وهاهي العشر الأوخر أقبلت وأنت أنت، كما كنت تقول اليوم وغداً!

هاهي أيام الوداع أقبلت؛ فاجتهد فيها وأرِ الله منك ما يليق، قف بين يديه وانهل من رحماته إذا الليل دجى، هرول إلى ركنٍ قصي لا يراك فيه أحد وتضرع وتذلل واعبد الله ونوع عبادتك، وتذكر دائماً: ليس من قام كمن رقد سيان بين ذاك وذاك.

استغفر الله مما مضى وسمِ الله على ما هو آتٍ. لا تجعل حزنك على تقصيرك في أول رمضان يُقعِدك عن السعي، ابذل لله واعمل وبإذن الله إخلاصك فيما بقى يطمر ما مضى.

ستمضي الأيام في غمضةِ عين وتذهب لحظات الدعة والكسل والفتور ولم يبق من لذتها شيء؛ إلا حسرة وغصة تجدها في نفسك على الفوات.

لم يفت الأوان بعد، اصدق الله وانطلق واعزم أمرك على التعويض فيما بقى.

كل تلك الأيام هي شاهدة بما عملت، وستكون في انتظارك يوم القيامة {یَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَیۡرࣲ مُّحۡضَرࣰا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوۤءࣲ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَیۡنَهَا وَبَیۡنَهُۥۤ أَمَدَۢا بَعِیدࣰاۗ وَیُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ }؛ فاملأ يومك بما يرضي الله ويرضيك يوم تلقاه.

أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر). وفي الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله) متفق عليه واللفظ للبخاري. فهذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر وهو الذي غفر له؛ فكيف هو حالك؟

العشر الأواخر فرصة لمن قصر في العشرين، وما بقي من شهرنا فرصة لمن قصر منذ بداية العشر؛ لعلك تبلغ ليلة خيرٌ من ألف شهر؛ أقم الليل واتلُ القرآن وتلذذ بمناجاة ربك علك تدركها وتكن من الفائزين. أكثر من الدعاء وخص اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني. وكن من الفائزين بإحياء ليلها إيماناً واحتساباً تفز بالأجر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.

فاجتهد في أعمال الصالحات في الليل والنهار. أسأل الله أن يعيننا وأن يبلغنا ليلة القدر وأن يجعلنا فيها من الفائزين.

“يَا رَبِّ إِنْ لَمْ نكُن أَهْلاً لأن نعتق
فَأَنتَ أَهْلٌ لعتقنا بِلاَ سَببِ!”

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة