وأنا أقرأ في هذا عن الستر: (مشاهد من داخل مدينة حماة، من جامع عبد الرحمن بن عوف: تم توزيع ٢٤٠ حجابًا شرعيًا، وكانت جميع المستفيدات من اللاتي لم يرتدين الحجاب الشرعي من قبل، واليوم تعهدن بارتدائه، والحمد لله رب العالمين).
غمرتْ قلبي فرحة عظيمة، وأدمعتْ عيناي. واستذكرتُ قوله تعالى: ﴿فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم﴾، وهذا حالنا، وحال كل فتاة مُلتزمة بحجابها. نفرح عندما نرى أختًا لنا في اللَّه قد أقبلتْ علىٰ حفظ نفسها وارتداء الحجاب الشرعي، ونستبشِر ببقية أخواتنا خيرًا، وأنهن مِن اللاحقات بنا.
علىٰ مثل هكذا أخبار تُثلج الصدور، نحنُ نُراهِن، ولسوف نستمع لمثلها ولأعظم منها كثيرًا في الأيام المُقبلة بإذن اللّٰه تعالى. فيا مَن رُزقتِ ارتداء الحِجاب الشرعي، واستترتِ به، تذكري أن هذا من فضل اللّٰه عليكِ ورحمته، فاثبتي وصابري وجاهدي نفسكِ في ثغركِ، ولتكُن نيتكِ إرضاء اللّٰه ﷻ، فهذا رزقٌ قد رزقكِ إياه تعالى، والستر رزق، فاشكريه عليه، وجدّدي عهدكِ به كل حين. ولا تستمعي لنعيق الذين سيُناقشونكِ في أمرِ خلع حجابكِ، ويفرضون عليكِ ما يجب عليكِ ارتداؤه وما لا، وقد سوّلتْ لكِ نفسكِ أن ذلك ما ترغبين به، وقد أوهموكِ به، فصدقتيهم، وتظنين بذلك أنكِ تُحسنين صُنعًا!
إن مثل هؤلاء -يا عزيزتي- لا يُسمَع لهم، ولا يؤخَذ برأيهم؛ لأن الرأي فيما يخصكِ هو رأيكِ وحدكِ، وبفطرتكِ السوية السليمة، ستجدينكِ تُحبين الستر وتبغضين التكشّف، فلا تسمحي لمن هم حولكِ بأن يُحددوا شخصيتكِ ولباسكِ؛ بل افعلي ذلك بنفسكِ، وصُمّي أُذنيكِ عنهم، فلباسكِ يعكس شخصيتكِ دائمًا، والستر لكِ خير من التكشّف، وهذا ما عهدناه من اللؤلؤ والمرجان يا ثمينة!
وتذكري يا غالية، إن النّفس لضعيفة، ولأمّارة بالسّوء، فاردعيها ما استطعتِ لذلك سبيلًا، واصبري وصابري في سبيل مُجهادتكِ إيّاها في سبيل إرضاء اللّٰه تعالى. حصّني نفسكِ دينيًا، وفقّهيها بكل ما يخصّ المرأة المُسلمة؛ تحسُّبًا لكل جاهلةٍ ستُحاول أن تُقنعكِ بعولمة “الحُريّة الشخصية”، فلا تسمحي لأحدٍ بأن يتحكم بكِ وباختياراتكِ، حددي موقفكِ الحاسم فيما يعنيكِ ويخُصكِ، وكوني حُرّة يا دُرّة.