السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أعاني من إدمان الإباحيه والعادة السرية أسال الله أن يعافيني منه.
أتيت لأسأل كيف أتعافى منه لأتجهز للزواج. فعمري وصل 18 ولم يتبقى القليل لأصل 20 وأنا والله نفسي أتزوج وأبني بيتا لكن نفسي تضعف كثيرا خصوصًا عند التعرض للضغط من عائلتي، وأمي ترفض كل عريس يأتي مع أني أكون متعافية 30 يوما أو أكثر لكن تخذلني ردة فعلها. وبارك الله فيكم.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبارك بك وشافاك الله ورزقك العفاف والستر.
بداية البتر، علاج الإباحية القطع التام لكل مصادرها، فورا تخرجي من كل قناة ومن كل مشاهدة لا تبقي شيئا وإن اضطر الأمر لإغلاق كل حساباتك فهذا أحسن.
ابتعدي جدا عن هذا المستنقع المهلك، فدخول الإباحية يعني دمار حياتك عزباء ومتزوجة، فلا تهلكي نفسك.
أما كيف تتجاوزين هذا المستنقع، فبداية بتسطير جدول توبة، توبة نصوح لله تعالى، تبدأ بصلاة ركعتين توبة لله وللاستعانة به سبحانه لتطهير قلبك ونفسك من هذا المرض.
ثانيا باستحضار حقيقة هذه الإباحية، إنها تضخيم لواقع الشهوة في الإنسان مما يفقده توازنه فتغلبه شهوته ويتحول لحياة بهيمية وكأنه ينزل في بئر عميقة لا يقدر على الخروج منها، وفي الزواية مؤسسات تكدس الأرباح، وكفار يتمتعون بارتفاع المشاهدات من حسابات المسلمين، واليهود الذين يقتلون أهلنا في غزة ينعمون بوجود هكذا حال من الضياع والفتن والتيه!
أخية أنت بثباتك وارتقائك عن مواطن الفتن، تنقذين الكثير من الأنفس، فأنت تقدمين القدوة للتوبة والقدوة لقوة الإرادة والعزيمة وقدوة للنجاح، أنت بحاجة لهذا لنفسك ولغيرك من الفتيات اللاتي تلوثن بهذه القذارات.
وعليك أن تستوعبي موقع الشهوة في نفسك فتضعيها في مكانها الصحيح، لا تتركيها تقودك، بل أنت من يقود، فالبداية بإعلان الرفض لكل انجرار كالإمعة، والحزم مع النفس ألا تعود لمثل هذا الوسط القذر.
ثم عليك بجدول من العبادات التي تقوي قلبك، بحفظ الصلاة في وقتها، والذكر والإكثار من لا حول ولا قوة إلا بالله والاستغفار بكثرة ليغتسل قلبك وتقوى عزائِمه.
ثم لتبدئي رياضة في البيت تمارين تبددين فيها الطاقة التي فيك، هناك الكثير من التمارين التي يمكنك ممارستها ستتحسن لياقتك وينشغل جسدك بأمر آخر غير المشاهدة المدمرة لفرصك في الارتقاء.
انتبهي جدا لنظامك الغذائي تجنبي تماما الأغذية التي تثير الشهوة لديك، لا شك أنك تعرفينها، بعض الأغذية كلما تناولتها ارتفعت لديك الشهوة فهذه تجنبيها قدر المستطاع.
تعلمي كيف تتحكمين في مشاعرك السلبية وغضبك، قومي توضئي وصلي واقرئي القرآن، اخرجي من أسر الفكرة الذي يجعلك تحت طغيان الإباحية والشهوة. الهروب يكون لله تعالى، الفرار يكون لله تعالى وليس لمعاصيه! فاحذري أن يكون في ذلك حرمان عظيم لك للعودة.
اسعي للزواج، وفي هذه الفترة أنصحك بالقراءة والتثقف وصناعة وعي عن النفس البشرية والأسرة وواجبات الزوجة وكل ما يخص بناء بيت، تابعي كتيبة الأسرة ومكتبة الأسرة فيها ما ينفعك.
اهتمي لمهارات تجدين نفسك فيها وتجدين الشغف، الطبخ، زراعة النباتات، الديكور، الخياطة، التصميم، الكتابة، كل ما يمكنك أن تستفيدي منه لقضاء وقت مفيد ومثمر وتتعرفين فيه على قدراك.
ابحثي لنفسك عن خبيئة، عمل صالح لله تعالى تخفينه عن الناس وتدخرينه ليوم لقاء الله تعالى، فكري جيدا ستجدين فكرة جميلة حين تخلصين الدعاء وتقبلين بتوبة ووجل.
ضعي نفسك في وسط يلهمك وسط يقوي قلبك ابتعدي عن الصحبة المثبطة والفتنة، ابتعدي عن كل ما يثير نفسك، من مشاهدات وملابس وصحبة سيئة، والله يغنيك حتى لو لم تجدي صحبة صالحة في وسطك، القرآن صحبتك، والكتاب المفيد صحبتك، والتفكر في خلق الله تعالى صحبتك، وتنمية مهاراتك ووعيك صحبتك، كل ما فيه حسنات صحبتك، كل ما فيه الخير صحبتك.
ابتعدي تماما عن سماع الغناء والموسيقى هذه بوابة خطر كبير لقلبك.
وتحدثي مع أمك حديث نضوج وحكمة، حدثيها عن حاجتك للزواج وأن هذا حقك الشرعي وأنها بحرمانك له ستسبب لك ألما كبيرا وذكريها بالله تعالى وخوفيها بالله تعالى.
وإن كان هناك من له سلطة أو أثر في بيتك أخبريهم ليتدخلوا ولا يعضلوك! فإن العضل جرم عظيم في زمن الفتن والفقد.
صوني نفسك، صونيها مما يفقدها جمالها وقوتها وإشراقها، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
كفاك الله شر الفتن وجبرك وأقر عينك بفضائل التوبة والاستقامة والزواج.