مركزية الآخرة عاصمة قلبك

|

في كُل مرة ترى الإنسان يبغي على أخيه الإنسان، فاعلم أن الآخرة غابت عنه، وذنوبه قد أبعدته عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة، وحيل بينه وبين نصوص الوحي في الدنيا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”.

في الظاهر أنه جنى على غيره؛ لكن المتفرس حقاً يدرك أنه جنى على نفسه أولاً وآخراً.

  • فمن يحمل في يديه مِعولاً لينقض جُدر الآخرين ظُلماً وعدواناً؛ لم يُسلّم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
  • ومن أكل سوس الحسد روحه؛ لأنه لم يؤمن حقاً بالحديث النبوي الشريف: “والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه في غير طاعة الله فما عند الله لا يؤخذ إلا بطاعته”. ووعد الله حق، ورسوله الصادق الأمين.
  • ومن سكَنته الدنيا بدل أن يعبرها؛ فقد نسي أنه عابر وظنّ أنه مقيمٌ بها أبداً. ويحضرني كلام للشيخ بدر آل مرعي: (مركزية الآخرة عاصمة قلبك، إن سقَطَت؛ سقطْتَ كُلك”. وذاك هو المعيار حقاً، فالذي يشهد الزور، أو يحلف بالله باطلاً، أو يسعى بين الناس مُشعلاً الحرائق كالفأر؛ فلأنه أخلد قلبه في الدنيا، يسعى لمرضاة العباد ويخشى عقابهم، وما همّه رضا مولاه، ثم يحسب ويحلم بعد هذا وذاك أنه قبل أن يموت سينطق الشهادة وتحلق روحه للجنان! الشهادة يسيرة على من كانت حياته في الأرض توحيداً لله، شهادة باستحقاقه وحده للعبادة، قولا وعملاً. وإنها لهيّنة على من هونها الله -إن تفطّنت-؛ أما دون ذلك فنسأل الله السلامة!
  • والهاجرون للقرآن، لإخوتهم مباغضون. نسوا أن أمامهم انتظاراً طويلاً للحساب؛ يتصبب عرقهم، وتُكْوى أجسامهم، فتملأهم الحسرة حين يرون السحائب تظلّل البعض فينادون: يا ليتنا تلونا القرآن، ويا ليتها سهامنا كانت تصبّ في الآخرة حتى مشاعرنا! ولن تنفع “ليت”؛ فقلوبهم كانت قاسية، وأوقاتهم يزاحمها كل شيء إلا آيات الله.

جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله … ورجلان تحابّا في الله، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه”.

فلنراجع أنفسنا، قلوبنا، وأعمالنا، لا الشعارات وحسب. هل الآخرة مبتغانا حقاً؟ ما محرّك أفعالنا، وما الذي يزجرنا ألا نفعل كذا؟ هل الخوف من الله؛ أم القوانين الحكومية؟

استيقظ كل يوم على نداء الآخرة،
وصم أذنك عن نداءات الدنيا.

-شهد فادي

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة