سرعة تأثر المرأة بجميل الكلام

|

رقة القلب تجعل المرأة سريعة التأثر بالكلام الجميل الطيب وخاصة الأشعار الجميلة، وقد نبه النبي أنجشة إلى هذه الصفة لما كان يحدو للإبل وهو يسير في قافلة النبي ﷺ فقال له:(رويدك يا أَنْجَشَةُ لا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ). رواه البخاري.

قَالَ قَتَادَةُ: “يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ”. مَعْنَاهُ: أَنَّ أَنْجَشَة كَانَ حَسَن الصَّوْتِ ، وَكَانَ يَحْدُو بِهِنَّ وَيُنْشِد شَيْئًا مِنْ الْقَرِيض وَالرَّجَزِ ، وَمَا فِيهِ تَشْبِيبٍ، فَلَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَفْتِنَهُنَّ، وَيَقَع فِي قُلُوبِهِنَّ حِدَاؤُهُ، فَأَمَرَهُ بِالْكَفِّ عَنْ ذَلِكَ. وَمَنْ أَمْثَالِهِمْ الْمَشْهُورَة (الْغِنَا رُقْيَة الزِّنَى). شرح صحيح مسلم٨١/١٥.

تأثير الكلام الجميل والغناء

فالكلام الجميل يؤثر في نفس المرأة تأثيرا كبيرا قد يؤدي إلى فتنتها، ولعل هذا يبين لنا:

  • سبب التأثر السريع عند المرأة بالغناء.
  • وسبب استخدام بعض الرجال الموسيقى والغناء في اصطياد الفتيات.

ويدخل في ذلك سماع ما يسمى بالنشيد الإسلامي، فقد لوحظ أن الفتاة تفتن بصوت المنشد وخاصة إذا كان النشيد مصحوباً بالدف أو المؤثرات الصوتية التي تشبه الموسيقى في أدائها، ولذلك على المرأة أن تتقي الله في سمعها فلا تسمع ما يثير غرائزها، وعلى الرجل أن ينتبه إلى ذلك في تربيته لأهل بيته.

الكلام الجميل حقيقة أم مبالغة؟

وقد يكون الكلام الجميل الذي تسمعه المرأة مجرد كلام لا حقيقة له، أو كذب أريد به كسب ود المرأة، ومع ذلك تتأثر به، ولذلك لا يعد حديث الرجل للزوجة ولو كان من المبالغات، من الكذب الذي يحاسب عليه ولا العكس أيضاً، لحديث أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: ليسَ الكَذّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، ويقولُ خَيْرًا ويَنْمِي خَيْرًا.

قالَ ابنُ شِهابٍ: ولَمْ أسْمَعْ يُرَخَّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كَذِبٌ إلَّا في ثَلاثٍ: الحَرْبُ، والإِصْلاحُ بيْنَ النَّاسِ، وحَديثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وحَديثُ المَرْأَةِ زَوْجَها.

وفي روايةٍ : بهذا الإسْنادِ، إلى قَوْلِهِ: ونَمَى خَيْرًا ولَمْ يَذْكُرْ ما بَعْدَهُ. رواه مسلم.

قال الخطابي -رحمه الله-: “أما كذب الرجل زوجته فهو أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك محبتها ويستصلح به خلقها”. الخطابي معالم السنن ١٢٤/٤.

المقصود بالكلام الطيب في الحياة الزوجية

وليس المراد الكذب الصريح على الزوجة الذي يضيع حقوقها، وإنما المراد الكلام الذي يؤثر في استمرارية الحياة الزوجية من الكلام الطيب الذي يحتمل وجهين تفهم منه المرأة ما يطيب خاطرها ويقصد به الرجل شيئاً آخر لا يدخل في صريح الكذب.

“وَحَاصله أَنْ يَأْتِي بِكَلِمَاتٍ مُحْتَمَلَةٍ، يَفْهَمِ الْمُخَاطَب مِنْهَا مَا يُطَيِّبِ قَلْبه. وَإِذَا سَعَى فِي الإِصْلاح نَقَلَ عَنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَلَامًا جَمِيلاً، وَمِنْ هَؤُلاءِ إِلَى هَؤُلاءِ كَذَلِكَ وَوَرَّى”. شرح صحيح مسلم ١٥٩/١٦.

وفي هذا الحديث فائدة عظيمة في التعامل مع المرأة وهي أن المرأة سريعة التأثر بالكلام الطيب ولو كان مبالغاً فيه وأنها حين سماعها للكلام تسمع بعاطفتها لا بعقلها، بخلاف الرجل، والحمد لله الذي أعطي المرأة عاطفة قوية تكون سببا لدوام العشرة بينها وبين زوجها.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة