الأدلة على عدم جواز الاحتفال بعيد الأم

|

ظهر مؤخرًا في بعض المجتمعات الإحتفال بما يسمى “عيد الأم” ،وحرصًا على بيان الرأي الشرعي الصائب فيما يلي أدلة من الكتاب والسنة توضح عدم جواز الإحتفال بعيد الأم .

الدليل الأول: تحريم البدع

عَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها -قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدُّ). رواه البخاري، ومسلم.

أحْدَثَ: يعني اخترع أمرًا ليس بمعتاد ولا معروف في السنة. فَهُوَ رَدُّ: يعني باطل غير مُعتَدٍ به.

وجه الاستدلال: الاحتفال بعيد الأم لم يفعله النبي ﷺ ولا الصحابة، فهو على غير أمرهم؛ إذن فهو أمر باطل مردود بنص كلام النبي. فإن قيل: ما علاقة عيد الأم بالدين ؟ نقول: قال النبيﷺ : (من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد).

والأعياد من الدين، فلا يجوز فيها الزيادة ولا النقصان، ولأن أصل العيد يتعلق بقربة، وهي -بر الأم- وهي عبادة.

الدليل الثاني: النهي عن التشبه بالكفار

عن عَمْرِو بْن شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى). حسن رواه الترمذي.

وجه الاستدلال: النهي عن التشبه بالنصارى والاحتفال بعيد الأم فيه تشبه بالنصارى في احتفالهم؛ لأنهم أول من اخترعوا هذا الاحتفال، وهذا من التشبه بهم في فعلهم هذا، وقد نُهينا عن التشبه بهم، والأصل في النهي أنه يقتضى التحريم.

الدليل الثالث: عدم الإبتداع بما لم يأمر به النبيﷺ

 قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾.

وجه الاستدلال: لو كان الاحتفال بعيد الأم شرعاً أنزله الله الله وفيه حسنات، لبلغه لنا النبي القائل في الحديث: (إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلُّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرٍ مَا يَعْلَمُهُ فَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ هُمْ). (رواه مسلم).

وقال: (مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ). صحيح رواه الطبراني في الكبير.

ولو كان الاحتفال بعيد الأم خيرًا وفيه حسنات، لكان حقا على النبي ﷺ أن يبينه لنا، ويأمرنا به فلما لم يفعله ولا بينه ولا أمر به علمنا أن هذا بدعة ضلالة.

قال الإمام مالك -رحمه الله-: “من ابتدع فى الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا ﷺ قد خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾، فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينا” (الاعتصام).

الدليل الرابع: تخصيص الأعياد للمسلمين

قال رسول الله ﷺ: (إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وإِنَّ عِيدَنَا هذا اليَوْمُ) رواه البخاري، ومسلم.

وجه الاستدلال: (إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا) فهذا القول منه عالم يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، وقد بيَّن لنا نبينا الأعياد التي نختص بها ولا يجوز تجاوزها.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة