شبهات عيد الأم

|

قد انتشر في عصرنا ما يسمى بعيد الأم، وذاك لشبهات حفته.

الشبهة الأولى:

لا إشكال في مسألة الأعياد ما دمتُ لا أقصد بذلك نية التعبد لله، لأن الأعياد تنقسم إلى قسمين: (أعياد هي من العادات) و (أعياد هي من العبادات)، وإنما المحرم هو الأعياد التي يتعبد بها ويتقرب بها إلى الله، وأما ما كان من جنس العادات: فهو جائز؛ لأن الأصل في العادات الحل.

الجواب من وجوه:

الوجه الأول:

هذا مخالف لفهم الصحابة؛ فظاهر الحديث أنهم اعتادوا ذلك، ومع ذلك ما عادوا إليه بعد إنكار النبي عليهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله-: “إن اليومين الجاهليين لم يُقرهما رسول الله ﷺ ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: (لقد أبدلكم بهما يومين آخرين). والإبدال من الشيء يقتضى ترك المبدل؛ إذ لا يجتمع البدل والمبدل”.

الوجه الثاني:

هذا كلام مطروح؛ لأن النبي لم يستفصل منهم: هل يتخذون هذه الأيام على سبيل التعبد أم لا. لأنه لو كان على سبيل العادة فلا معنى للإنكار -على وفق قولكم- فلما لم يتبين منهم المراد علمنا أنه أراد العموم،

وظاهر الحديث واضح جدًا في أنه كان أمر معتاد متعلق باللعب، وما كانوا يتعبدون في هذه الأيام، وإنما كانوا يلهون ويلعبون فيها، والنبي لم يستفصل منهم، إنما منع منعا واحدًا دون استفصال.

فأي عيد من الأعياد -سواء قصد به التعبد أم لم يُقصد به التعبد- فإنه لا يحل في شريعة الله عزوجل.

الوجه الثالث:

لو تنزلنا على قولكم فالاحتفاء بالأم وبرها والإحسان إليها من جنس العبادات، فبطل بذلك زعمكم.

الشبهة الثانية:

هذا ليس عيداً من الأعياد، وإنما هو يوم للأم، وليس بعيد ليكون بدعة محرمة.

الجواب:

بعض الناس يقولون ذلك بجهل، أو يقولون ذلك من باب التلبيس على الناس، ونقول: هذا من التلاعب المذموم أو من الجهل المبين؛ لأن القاعدة المقررة عند العلماء: (العبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني).

فنقول لهم: أطلقوا عليه الاسم الذي تشاءون: يوم للأم، تكريم للأم، ساعة للأم…. إلخ، إنما العبرة بالمعنى والمضمون فيما يفعله الناس في هذا اليوم، وقد اتخذوه حقيقةً عيدًا؛ ففيه الاجتماع والحفلات، والتوسعة بالهدايا، وإظهار الفرح والسرور، حتى لو سموه بأي اسم، لكن المضمون أنهم اتخذوه عيدًا، والعبرة في هذا الباب بالمعاني لا بالألفاظ والمباني.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة