ظاهرة تشبه النساء بالرجال تسفر عن أوضاع لا تحمد عقباها، وتجلب شرورا تدفع بالمجتمع نحو الهاوية وخراب القيم والأخلاق؛ لأنها خلاف الفطرة التي فطر الله المرأة عليها.
فالمرأة مفطورة على رقة المشاعر ورهافة الأحاسيس وضعف البنية الجسمية وحب النعومة والدلال، وخلافه مخالفة لكافة الأديان السماوية والأعراف والتقاليد الاجتماعية وانتكاس في الفطرة.
وهذه الخطورة تعود بالضرر أولًا على المرأة المتشبة نفسها، وعلى المجتمع والأمة من بعدها.فمن الأضرار التي تعود عليها نيل سخط الله تعالى؛ فإن رسول الله ﷺ قد لعن من وقعت في هذا.
وأصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله.
قال ابن أبي جمرة:
“فمن أبعده الله تعالى فهو أخسر الناس؛ فإن لعنة الله لا غاية لها. فهذا في الزجر والنهي أكبر من الحدود التي جعلت في المعاصي؛ لأن تلك الحدود كفارة لهم لما وقعوا فيه، وهذا البعد لم يُجعل لصاحبه أي مخرج على لسان الشارع عليه السلام؛ وقد وقع من كثير من الناس التهاون بذلك، ووقعوا فيه ولا يحسبونه شيئًا، نعوذ بالله من الحرمان. واعلم أن دعاءه على أحدٍ من أمته، أو سبه إياه، أو لعنته له على ضربين؛ منها: ما هو على طريق الزجر والنهي عن الشيء في الدين، أو ما هو في معناه؛ فإن ذلك من النوع المخيف من لحوق الوبال من أجله. وما كان من ذلك على وجه الغيظ والحرج، فذلك الذي ظاهره مخوفٌ، وهو رحمة. وهذا الدعاء هنا من قبيل الزجر والردع؛ فهو مخوف وأي مخوف”.
ويترتب على هذا ما ينالها من الشقاء ببعدها عن ربها سبحانه وتعالى، فتشعر بخواء الإيمان، لا تجد من تتنفس معه إلا ما كان على شاكلتها ومن جنسها، فتنعزل عن مجتمع الصالحات لعدم تقبلهن لهن، وعدم شعورهن بالأمان تجاههن، ويسبب ذلك انعدام الثقة بالآخرين والنتيجة هي التفكك الاجتماعي.
ويزداد هذا مع الزمن بحيث تشغل هذه الأشياء أهلها عن المهمات في هذه الحياة فتكدرها عليهن فلا تستطيع أن تعمل بوظيفتها في هذه الحياة، وإنما تنشغل بتفكيرها في نفسها المهلهلة.
فتشعر الفتاة بصراع نفسي؛ ذلك بسبب علمها بأن هذا السلوك غير مقبول دينيا ولا اجتماعيا ولا أخلاقيا، ونتيجة لهذا الصراع تكون غير مستقرة نفسيا وتصبح شخصية قلقة ومتوترة باستمرار فتتعطل لديها القدرة على اتخاذ القرارات الهامة مما يؤثر على حياتها وعلى الأشخاص المحيطين بها.
وتفتقد ثقتها بنفسها وبالآخرين، ونتيجة لذلك قدرتها على الاندماج والتكيف مع مجتمعها، وأيضا من أثار انعدام الثقة بنفسها إثارة الغيرة المرضية مما يشكل عائق في استمرار العلاقة الزوجية.
