المانهوا (القصص المصورة الكورية): (تكرار)

|

المانهوا

المصطلحات “مانجا” و”مانهوا” تأتي في الأصل من المصطلح الصيني “مانها”؛ والذي يعني: “رسوم عفوية”.
في البداية، كانت هذه المصطلحات تُستخدم في اليابان، وكوريا، والصين -علىٰ التوالي- كأسماء عامة لجميع أنواع القصص المصورة.

ومع ذلك، أصبح القراء الدوليون الآن يستخدمون هذه المصطلحات؛ للإشارة إلىٰ القصص المصورة التي تُنشر في بلد معين.

المانجا:

هي القصص المصورة اليابانية،

المانهوا:

هي القصص المصورة الكورية،

المانها:

هي القصص المصورة الصينية. 1

تتميز “المانهوا” عن المانجا بعدة خصائص؛ منها: كونها تُقرأ من أعلىٰ لأسفل، وليس من اليمين إلىٰ اليسار، وكونها تأتي ملونة؛ ما يجعلها ذات جاذبية أكبر للمراهقين.

وفي هذا المقال سيقتصر حديثنا علىٰ المانهوا؛ بسبب افتتان عدد كبير من نساء المسلمين بها، وأثرها السلبي عليهن.
وحين نقول “افتتان النساء بها” لا نعني بذلك أن الرجال لم يُفتنوا بها أو يُدمنوها؛ ولكن مما لاحظناه -وبسبب انتشار تصنيف معين لها يجذب النساء- كان أثرها السلبي عليهن أكبر.

كما أن العديد من قصص المانهوا- تتحول لمسلسلات كورية؛ المشهورة لدىٰ النساء.

تصنيفات المانهوا:

تتنوع القصص التي تتناولها المانهوا؛ لتشمل جميع التصنيفات؛ كالرومانسية، والقتال، والحياة اليومية، والتاريخ.. الخ؛ لكن وجدنا أننا نستطيع وضع الكثير من قصصها تحت قسمين رئيسين:

العصر الحالي:

وتدخل فيه قصص “المانهوا”؛ التي تجري أحداثها في عصرنا، حتىٰ وإن كانت قبل سنين قليلة من سنتنا الحالية.

العصر الفيكتوري:

وهو الاسم الذي يطلقه متابعو “المانهوا” علىٰ القصص التي تجري أحداثها في عصر ما بعد النهضة.

القسم الأول فيه مخالفات كثيرة، وهي نفس المخالفات التي تم الحديث عنها في منشوراتنا السابقة عن الأنمي.

ورغم ما في القسم الأول من مخالفات، إلا أنه -إجمالًا- لم يصل لكارثة القسم الثاني؛ الذي جمع بين جميع المخالفات السابقة، وأضاف إليها مخالفة عقدية كبيرة؛ ألا وهي التجسد.

(المانهوا والتجسد):

كما كنا قد ذكرنا في المقال السابق- يوجد قسم من أقسام “المانهوا” تجري أحداث قصصه في العصر الفيكتوري؛ فما الذي يميز قصصه عن غيرها؟

عادة ما يكون سيناريو قصص العصر الفيكتوري كالآتي: فتاة تعيش حياة بائسة في عصرها، لديها رواية مفضلة تحفظ أحداثها، تموت هذه الفتاة بطريقة أو بأخرىٰ: قتل، انتحار، أو حادث.. وتستيقظ لتجد نفسها بطلة للرواية التي كانت تقرؤها في حياتها السابقة.

وعادة -كذلك- ما يكون مستقبل الشخصية التي دخلت بها بائسًا؛ فمع معرفتها بالأحداث- تُحارب لأجل تغيير مستقبلها؛ لمستقبل سعيد ومشرق.

إذًا، ما الذي يحدث بالضبط؟
تناسخ الأرواح، أو كما يطلق عليه بعض المتابعين “التجسد”، معنىٰ “تناسخ الأرواح”؛ أن الإنسان إذا مات يفنىٰ منه الجسد، وتنطلق منه الروح؛ لتتقمص وتحل في جسد آخر؛ بحسب ما قدَّم من عمل في حياته الأولىٰ، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة.
والقول بتناسخ الأرواح قول كفري. 2

وهذا بالضبط ما يؤمن به الكثير من اليابانيين، والكوريين، والصينيين؛ فلقد “اتفقت جميع ديانات الهند القديمة (الهندوسية، البوذية، اليانية، الطاوية؛ وغيرها) علىٰ عقيدة تناسخ الأرواح” 3

وبطبيعة الحال؛ هؤلاء سيُدخلون ما يعتقدون به في أعمالهم؛ فكثير من الأنميات -كذلك- تتحدث عن تناسخ الأرواح كأمر مُسلّم به، والمسلم للأسف حين يشاهد هذه الأعمال- يشاهدها دون حرج أو خجل!

الأمر الآخر الذي يجذب متابعات هذا النوع من المانهوا- هو الرومانسية؛ ففي كثير من القصص تدخل البطلة لهذا العالم الجديد؛ لتجد الرجال يتحلقون حولها؛ فالمتابِعة تعيش مع البطلة هذه الأحداث، وتتمنىٰ لو تكون مكانها -كما شاهدنا في كثير من تعليقاتهن- رغم أن هذه العلاقات محرمة في شرعنا!

فتتغاضىٰ الفتاة عن الكفر الذي في هذه الأعمال، وما يوجد فيها من سحر، وشعوذة؛ لتستمتع بالعلاقات الرومانسية “اللطيفة” التي فيه.

وبعض هذه العلاقات الرومانسية- تَخلق نوعًا من الوهم لدىٰ الفتاة الشابة؛ التي لم تتزوج بعد، أو التي في علاقة زواج أو خطبة بالفعل؛ فهي حين ترىٰ البطل بارد الشخصية، ذا كاريزما عالية؛ يقع في حب البطلة؛ يتغير معها ١٨٠ درجة، ويلبي لها كل طلباتها، ويخضع لها- تدخل في دوامة من المقارنات والأسئلة.. وقد تعيش حياتها تنتظر قدوم الفارس الذي تتخيله عبثًا!

وللتفصيل أكثر في خطر الطرح الرومانسي اقرأ: “الرومانسية بوابة الإباحية”.

ومن الأخطار الأخرى التي تتجلى في المانهوا بشكل لافت الطرح الذي تقدمه من قلب الأدوار الجندرية والتطبيع معها بشكل مريب مثل تأنيث الذكور، وخرم الرجولة، وخرم الحياء لدى الإناث:

المانهوا وتأنيث الذكور:

تدرجَّت المانهوا في أعمالها شيئاً فشيئاً للتطبيع مع تأنيث الذكور وقلب الأدوار الجندرية

فتظهر الذكور بمظهر “لطيف”؛ كأن يخجل في المواقف التي لا تستدعي خجل الرجل، ويظهر خجله بطريقة أنثوية، أو يرتدي ملابس النساء بحجة أنه موقف كوميدي.

وفي المقابل نرىٰ المرأة في المانهوا تعمل أعمال الرجل، وقد تنفق عليه وتكون المسيطرة المسترجلة.

والآن قد انتشر عمل، وصلت عدد فصوله المترجمة ما يربو عن ١٥٠ فصل، يُطبع بشكل واضح، ومقرف، مع قلب الأدوار الجندرية، وتحويل تصرفات الذكر لتصرفات أنثوية بينما تلعب الأنثى دور الرجل.

نلاحظ في الصور حركات “الرجل” ومظهره الأنثوي وخجله وتردده، ونعومة جسده، في مقابل إقدام الأنثىٰ وبرودها، وضخامة بنيتها.

تنظر لشخصيات الأنمي والمانهوات، وتحتار من الرجل ومن الأنثىٰ!

خَرم الرجولة:

في المانهوا والمانجا والأنمي علىٰ حد سواء، يكون البطل بمظهر رجولي -نوعًا ما- ولكنه يضعف أمام البطلة التي يحبها ويوافقها علىٰ ارتداء ما يخص النساء من إكسسوارات وملابس، وفعل كل ما تريده البطلة المحبوبة، ولو كان فيه كل ما يخرُم الرجولة.

يتم رسم الموقف بطريقة رومانسية تجعل المتابعات يحببن الرومنسيات المنافية لفطرة الرجل الأبيّ، فالحب يغدو عندهن؛ أن يكون المحب كالخروف يسير وراء رغباتهن، ويتكون عندهن تصوّر غربي مغلوط تجاه الرجولة وعلاقات المحبة، لا يوجد عند الرجل المسلم العزيز!

وقد قال النبي ﷺ:
«ما تركتُ بَعْدِي فتنةً أضرَّ على الرِّجالِ من النِّساءِ».

وورد في ذم مطاوعة النساء وتوليتهن الأمر، قول النبي ﷺ:
«لن يفلح قوم ولّوا أمرهم إمرأة» صحيح
وفي مسند أحمد، رواية في سندها ضعف: «هلكت الرجال حين أطاعت النساء».

وفي ذم التشبه، قال رسول الله ﷺ: «لعن اللهُ المتشبهين بالنساءِ من الرجالِ والمتشبهاتِ من النساءِ بالرجالِ».

جاء في “الموسوعة الفقهية” (11/268): “لا خلاف بين الفقهاء في أنه يحرم على الرجال أن يتشبهوا بالنساء في الحركات ولين الكلام والزينة واللباس وغير ذلك من الأمور الخاصة بهن عادة أو طبعًا”.

خَرم الحياء عند النساء:

نرىٰ في كثير من أعمال الأنمي والمانهوا -ذات التصنيف الرومانسي- البطلة تركض خلف البطل وتحاول جاهدة كسب إعجابه بها، حتى لو كان الثمن “كرامتها” و”حياءها”!

وهذا وإن كان مُستغربًا بالنسبة للشخص الطبيعي؛ إذ الأنثى في طبيعتها تكون مطلوبة لا طالبة، وأن يُسعىٰ إليها ولا تسعىٰ هي؛ إلا أن انتكاس الفطرة، وانعدام الحياء، لدىٰ منتج وناشر ومتابع هذه الأعمال- لم يعد يجهله أحد!

لكن العجب كل العجب من أن نرى فتاة مسلمة، معززة ومُكرمة، تقرأ مثل هذه الأعمال، تطلق بصرها، وتتابع خوارم الأخلاق هذه، وتتعلق بها!
ثم ما تلبث بعد فترة؛ أن تنتكس فطرتها، وتنسلخ من حياءها، وتخسر إيمانها؛
والحياء شعبة من الإيمان!

وفي ظل كارثة الاختلاط التي تعيشها مجتمعاتنا، تُكسبها مشاهدة وقراءة هذه الأعمال الجرأة نتيجة كثرة التعرض لها؛ فقد لا تجد حرجًا من أن تفعل ما كانت تفعله البطلة في الأعمال التي قرأتها؛ فتُبادر هي للحديث مع الشاب، دون خجل أو حياء، أو على أقل تقدير لن تستنكر علىٰ من تفعل هذا!


  1. https://www.cbr.com/manga-manhwa-manhua-differences/ ↩︎
  2. http://[تناسخ الأرواح، الإسلام سؤال وجواب] ↩︎
  3. http://[تناسخ الأرواح بين الهندوسية والبوذية، دراسة تحليلية مقارنة، د. نزار بن طالب، بن محمد؛ عيسىٰ الأحمدي]. ↩︎

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة