- السَّلام عليك يا صاحب.- وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته.
- كيف حالك يا صديق.
– لست بأحسن حالٍ، ولكن أحمدُ الله على كُلِّ حال… - ما الذي يشغل بالك؟ بُح لي علّي أُطمئِنُك.
– أأسألك سؤالًا وتُجيبُني عليه بشفافيةٍ تامَّة؟ - هاتِ ما عندك، وأصدقُكَ القول -إن شاء اللّٰه-.
– هل تراني سيئًا في علاقتي مع الله؟ - ما الذي دفعك إلى هذا التفكير يا أخي، والله إنَّ هذا ليس إلَّا من تلبيس الشيطان ووساوسه؟!
– أجبني أولًا. - لا، لا أراك إلَّا مُحبًا مُخلِصًا للّٰه ورسوله، ولا يتنافى ذلك مع زلاتنا وذنوبنا التي قد نقع فيها، فنحن لسنا بمقام الملائكة ولا الأنبياء كي نكون معصومين عن الخطأ، والأهمُّ من ذلك كُلِّه، ألَّا يملَّ المرءُ من العودة لربه والمحاولة والمجاهدة، فالله لا يملُّ حتَّى نملَّ.
– إذن لِمَ لا أُعطَى ما أُلِحُّ في طلبه، ولِمَ أطرق الأبواب فلا أجد لها سبيلًا، ولِمَ يُوصَد في وجهي المنفذ المُؤمَّل كلما هرولتُ له؟! - وهل ذلك يعني بأنَّ اللَّه غير راضٍ عنك يا صاحب؟! سامحك اللّٰه، أخبرتك بأنَّ هذه الفكرة التي شتَّتَتْك مصدرها شيطانيٌّ بامتياز. يا صاحبي العزيز، لا يُنسيك الشَّيطان أنَّنا بدارِ امتحانٍ لا جزاء؛ وعلى ذلك فالمنعُ ابتلاءٌ وكذلك العطاء. – وهل يجتمع عطاءٌ وابتلاءٌ!
- يقول ربُّنا جلَّ في عُلاه: ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾، بماذا رُبِطَ كرمُ اللَّه ونِعَمهِ؟– بالابتلاء…
- إذن، فعندما يَمنعُ عنك فهو سُبحانه يختبر مقدار صبرك وتسليمك له، ولا يعني أبدًا أنك عاصٍ غير مقبولٍ عنده، بل وأزيدك من الشعر بيتًا… – تفضل!
- أليس الله هو خالقُنا ومصوِّرُنا؟ – نعم، قد خَلَقنَا فأحسن خِلقَتَنَا سُبحانه، ولكن ما علاقة هذا بموضوع حديثنا؟ حبذا لو أوضحت لي!
- بل ذلك في صُلبِ موضوعنا، هو الذي خلقك فسوَّاك فعدلك؛ أفلا يعلم سبحانه ما يضرُّك وما ينفعك، ما يُهلكك وما يهديك؟ فعندما يمنع عنك الحاجة فهو بجوده وكرمه قد رحمك بما حرمك.
وعندما يُعطيك فهو سُبحانه ينظر إليك، ماذا سيصنع عبدي بما أنعمت عليه؟ هل سيشكر النِّعمة ويعمل بها بما يرضي اللّٰه جلَّ في عُلاه، أم سيجحد ويستكبر ويتناسى المُنعمَ عليه؟
فالممنوع عنه هو في امتحانٍ، ويُنظَرُ إليه هل سيُحسِنُ فيه أم يرسب.
والمُعطَى له كذلك، إمَّا أن يكون من الذين اجتازوا امتحانهم بسلامٍ وأمان، أو يكون ذلك العطاء وبالًا عليه.
النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)
ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ










