سلسلة حرب المصطلحات (٦)| الفن

|


المصطلح: الفن
التسمية الخادعة: فن |إبداع |حرية تعبير|موهبة
التسمية الحقيقية: أداة لهدم القيم، ونشر الرذيلة.

التعريف كما يُروج له:

يُعرَّف الفن في الإعلام والمناهج  بأنه”وسيلة راقية للتعبير عن الذات، وترقية الذوق العام، ونشر ثقافة الجمال، ونشر كل ماهو جميل من المواهب والأفكار، فلكل علم وفكر فن خاص به”.
لكن الحقيقة أن كثيرًا مما يُسمى اليوم فنًّا يقصد به السقوط الأخلاقي المختفي خلف ستار الفن ليبرر نشر الرذيلة والأنحطاط.
فهو يُروج للعري والسفور ويُطبع الفواحش ويُسخر من المقدسات ويُبرز الفسّاق والفجّار قدوات ومشاهير ومؤثرين.
ويُدخل الانحرافات في مشروعه، مثل الشذوذ تحت غطاء الابداع والتنوع الفني.

التزييف اللغوي:

سمّوه فنًّا وهو في حقيقته إفساد للعقول والقلوب، سمّوه إبداعًا وهو في صورته إحياء للجاهلية، وهدم للقيم..
غطّوا به الرقص، العري، الغناء المحرم، السخرية من الدين..

أما الفن في الإسلام، فهو شيء آخر:

جمال منضبط بالشرع، ورسالة سامية وقدوة حسنة، لا إفساد ولا فجور. فالإسلام لا يُحارب الجمال أو الإبداع، قال النبي ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ». (رواه مسلم)
لكن الجمال في الشرع ليس في العري ولا التبرج، بل في الانسجام مع أوامر الله وحدوده.
قال تعالى عن الشعراء الذين استُخدم فنهم في الباطل: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ۝ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ۝ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}.

قال ابن القيم رحمه الله: “الغناء يُميت القلب، ويمنع الفهم، ويُشغل عن القرآن، وهو رقية الزنا ومفتاح الفجور”.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:”ما يُعرض اليوم تحت اسم الفن غالبُه باطل ومنكر ظاهر، يجب إنكاره ومنع نشره”.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله:”الموسيقا والمعازف بريد الزنا، وما أُطلق عليها من وصف فن فهو من تزيين الشيطان”.

فهل من الفن أن يُرقص شاب وفتاة أمام الملايين ويُقال: حرية وإبداع؟
هل من الذوق أن تُعرض أفلام تهدم الحياء وتُطبّع الفواحش بين الجيل الصاعد؟
هل من الرقي أن يُسخر من الإسلام في مسرحية أو مسلسل بقصد التفتح وحرية التعبر؟
هذا ليس فنًّا، بل انحطاطًا أخلاقيًا، وتلاعبًا بالعقول تحت شعار الحرية..

نجوم الفن في الإعلام قدوات للشباب، على الرغم من أن حياتهم مملوءة بالفضائح والإلحاد والتحلل.
ومن المصائب، أن يتخفى واحد منهم خلف ستار (أنا شخص بالغ وراشد، وأفعل ما أريد)، لكن الشخص البالغ والراشد هو الشخص المكلف، الذي أعطاه الله عقلا حتى لا يتبع شهواته، ويجعل ذلك مبررًّا لتثرفاته الهابطة التي سيقلده فيها كثير من الأطفال.

البالغ الذي يتصرف مثل هذه التصرفات، يجب أن يحجز ويعاقب؛ بالغٌ ويفعل مثل هذا، فماذا جعل للمجانين والصغار؟
من القدرة البالغ أم الصغير؟ وهل كل من بلغ يحق له أن يفعل ما يريد؟
مشكلة الحرية هذه والله آفة!
إذًا دع القاتل يقتل، والسارق يسرق، أليسوا بالغين؟ لكنهم يركضون خلف أهوائهم ويبررونها، لأنها مصدر دخلهم ورأس مالهم، وأكبر وسيلة لإرسال رسالة أجندة التجهيل للشعوب المسلمة، وغسل دماغها.
حيث تُنفق المليارات على المهرجانات الفنية، بينما يُحارب التعليم والدعوة والخير، فالفن صار وسيلة لفرض القيم الغربية.

يروج الشذوذ (LGBT) عبر السينما والإعلانات تدمر الأسرة عبر المسلسلات، غرس العري في أذهان الأطفال عبر الكرتون.

الفن في نطاق الإسلام لا يُحرّم بإطلاق، لكنه يضع ضوابط له، فقد أباح:
الشعر الذي ينصر الحق.
الرسم أو النحت لما لا روح فيه.
الأناشيد الخالية من المعازف المحرمة والكلمات الخادشة
المسرحيات التعليمية النافعة.
الرسومات الجميلة.

وقد حرم:
الغناء الماجن والمعازف.
الأفلام والمسلسلات الهابطة.
العروض الراقصة والعري.
السخرية من الدين تحت غطاء “كوميديا”.
قال ﷺ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ والخَمْرَ والمعَازِفَ…»، (رواه البخاري).

فيا أيها المسلمون، حافظوا على عقولكم وأسماعكم وقلوبكم وأنظاركم من هذه المنكرات التي تُسمّى -زورًا- فنًّا، فإن السمع والبصر والفؤاد كلها مسؤولة بين يدي الله.

قال تعالى:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}

فلا تجعلوا ما أنعم الله به عليكم من السمع والبصر والعقل طريقًا إلى غضبه، بل استعملوها في طاعته، وفيما يُزكي النفس ويُقوّي الإيمان و لا تنخدعوا بزخارف الإعلام وأضواء الشاشات، فكم من فنان أضحك الناس ساعة، وأبكى نفسه عمرًا، وكم من أغنية قتلت الحياء، وأطفأت نور القلب، وجعلت المعروف منكرًا والمنكر معروفًا؟
يا عباد الله، نحن مقصّرون ومذنبون، ولسنا معصومين، لكن الخير فينا باقٍ ما دمنا نرجع إلى الله ونتوب إليه.
فلنستغفر الله من كل ما شاهدناه أو استمعنا إليه مما لا يرضيه، ولنعاهد أنفسنا أن نجعل ذوقنا بضوابط القرآن، لا بأهواء الشيطان.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وجهلنا، وتقصيرنا، وإسرافنا في أمرنا،
اللهم تب علينا توبةً نصوحًا، واغسل قلوبنا من آثار المعاصي والفنون المفسدة،
اللهم احفظنا وأبناءنا وبناتنا من فتن الشهوات والشبهات، ومن شرّ الإعلام المضل،
واجعلنا من عبادك الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه،
اللهم اجعل بيوتنا عامرةً بالإيمان، وآذاننا تصغي لذكرك، وأعيننا تبكي من خشيتك، وقلوبنا مطمئنةً بذكرك،
واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصّتك.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة