مواساة ومودة لأهلنا في غزّة العِزّة

|

نواسي أهلنا في غزّة بقول الباري -عز وجل-: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾[سورة البقرة: 155]، وقال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[سورة التغابن: 11].

إليكم يا مَن تقرَّحت لأخبارهم أكبادنا، إليكم يا من حجزتنا عنكم حدود ومسافات، إليكم يا من ربطتنا بكم عقيدة (لا إله إلا الله)، إليكم كلمات تُكتب بماء العيون ونزف القلوب، من إخوة لكم كبّلهم العجز وأرهقتهم قلة الحيلة، قد ابتلانا الله برؤيتكم وأنتم تُقتَّلون وتُجوَّعون وتُقاسون المُرّ، فتشتعلُ النُّفوس حقدًا على كل ظالمٍ لكم وخائنٍ وعميلٍ ومُتخاذِل.

فيا أهل غزّة ما لكم غير الله ملجأ ومنجا، لا تنتظروا عونًا ولا نصرًا إلا من المُنتقم الجبّار، مَن بيدهِ ملكوت كل شيء، يرفع الغمة عنكم وأنتم أعزاء كُرماء رافعين الرؤوس شامخين بوجهِ الغاصبين المُعتدين.

ولكم في رسول الله ﷺ أُسوة حسنة، حين حوصِر في الشعب وجوِّع وأهله وأصحابه. فهذه الأرض الطيبة المُباركة قد اعتادت على البذل والعطاء والتضحية في سبيل الله، وقد عاشت -وتعيش الآن، وستعيش- أعلى مقامات الفداء والجِهاد. فطوبى لكم يا صَحبنا وحسن مئاب.

وحسبكم أن هذه الجراح لله وفي الله، وهو المجازي على كل تضحية وعطاء.

وليعلم أحفاد القردة والخنازير، أعداء الأنبياء، المُكذّبين لآيات الله، أن وعد الله حق، وأنه ناصر عباده، وأن من ورائهم يومًا عصيبًا يعلو فيه جُند الله المُسلمين الموحّدين ليأخذوا بالثأر ويُسيلوا الدماء ويقطفوا هذه الرؤوس العفِنة.

يومًا يُعز الله فيهِ الإسلام والمُسلمين، وعلى رأسهم: أهل غزّة، أهل العِزّة.

إنّا لمِن أُمّةٍ طابت أرومتها  ***    فليس في خلقِها عيبٌ ولا عوجُ
يمضّها الجرح لكن لا يُزلزِلها *** وينهشُ القيد رجليها فينزلجُ
لئن غزاها عبيد السوط فليثقوا *** أنْ سوف نخرجهم من حيثما ولجوا
الحق عُدتنا في حرب باطلهم *** والسيف حُجّتنا إنْ أعوزت حُجَجُ
سطا عليها غُزاة الشرق واندثروا *** ومرّ فيها بزاة الغرب واندرجوا
لم يبقَ منهم ومِن آثار دولتهم *** سِوى أساطير باللعناتِ تمتزِجُ
لن يسكُت الأُسد عمّا قد ألمَّ بهِم ***ما دام فيهِم دمُ الإيمان يختلِجُ

أخرجكم الله من هذا الابتلاء وهو راضٍ عنكم، رضًا لا سخط بعده أبداً إلى يوم القيامة. فإما إلى شهادة، وإما إلى نصرٍ يشفي صدور قوم مؤمنين.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة