إليكِ بُنيَّتي

مالي أراكِ تتبعين القطيع باسم (الموضة)، فيتغيّر مُسمّى الحرام إلى: “الجميع يفعل ذلك، فلا ضير أن أعمل مثلهم!” يا بُنيَّتي، الغرب يغزونا بأفكارهِ الخبيثة، ويُبثّها بين الناس تحت مُسمّى “الموضة”، وما أراه إلا تقليدًا أعمى يسحبُ منّا القيّم الأخلاقية والدينية. والمشكلة يا بُنيَّتي أن هذا الغزو غزو باطني، يبدأ من الداخل بنشر سمومه ليُغيّر ما تربّينا عليه، وتدريجيًا يبدأ بتغيير أفكاركِ بعد أن غيّر ملابسكِ، بما يُلائم ملابس وأفعالًا يبرأ منها الإسلام.

يا بُنيَّتي، رأيتُ الكثير من الفتيات مَن تسمح بانسدال بعض شعرات رأسها من حجابها المُسمّى “الحجاب الإسلامي”، الذي من المفترض ألا يظهر منه شيء. ولا أُخفيكِ أنني لمراتٍ متعددة، قدّمتُ نصيحتي من باب المحبة، ولكنني فوجئتُ حين لم أجد أي ردة فعل، بل صمتٌ يحمل في معناه: (لا شأن لكِ بذلك).

ولكنني لم أستسلم، فأنا من أمةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكيف أصمت عن ذلك! وإنما أُقدّم نصيحتي من باب أنها وصية الرسول ﷺ: النصح والأمر بالمعروف.

وليس الشعر وحده يا بُنيَّتي هو المُتتبَّع باسم الموضة، بل صارت الكثير من الأفعال نُقتدي فيها بالغرب وأفعال اليهود، دون أن ندرك حجم الكارثة التي وقع فيها العالم الإسلامي.

تدريجيًا هذه الأفعال التي لا نحسب لها حسابًا، تصبح أفعالًا عادية في نظر من يمارسها، ولكنّها في حقيقتها خطوات للوقوع في الفخ، والبُعد عن الإسلام. حتى أصبح حديث: “إن الدين يُسر”، هو الإجابة التي نتحصّن بها في الرد، ولا يُدركون المعنى الصحيح لهذا الحديث.

فإنما نزل في مشقة العبادة، كما كانت زينب ابنة الرسول ﷺ تربط جسدها بالحبل؛ لأجل أنها إذا نامت وهي تُصلي، يشدّ الحبل جسدها فتستيقظ، كما جاء في الحديث: «وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: دخل النبيُّ ﷺ المسجد، فإذا حبلٌ ممدودٌ بين الساريتين، فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبلٌ لزينب، فإذا فترت تعلّقت به، فقال النبي ﷺ: حُلّوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد».

وكذلك الحال مع بعض الصحابة رضوان الله عليهم. فلا تكن “الدين يُسر” هي حجتكِ أمام الموضة! ولا تتّبعي القطيع، كوني فتاةً يُقتدى بها، تسير على نهج وسنة النبي محمد ﷺ، تفعل ما أمر، وتجتنب ما نهى، رضي الله عنكِ وأرضاكِ.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة