دينُنا دينُ الغايات العظيمة والأهداف السامية، وكونك مسلمًا لا يعني أبدًا أن تترك مجال التنافس وتزهد في الدنيا رغبةً في الآخرة، بل المسلم الذي يفهم دينه ويعيش لرفعته يعلم أنه من أيّ مكانٍ، وعلى أيّ حالٍ، يستطيع أن يضيف شيئًا محمودًا للأمة، وبقدرته من حيث هو أن يعزّز معنى الإسلام الحقيقي المتمثل في النجاح الدنيوي والأخروي معًا، فلا زهدَ في المقامات السامية، ولا تباطؤَ في ملحمة الأثر حيث يبقى صِيته في أجندة التاريخ أبد الدهر.
بل إن الإسلام حارب العجز والكسل، وذمَّ المتخاذلين والمثبِّطين والقاعدين، وحثَّ على الجهد والسعي والعمل، وربط عزة الأمة بعزة المسلمين التي لم تنحصر في دور العبادة ومجالس الوعظ، بل الجندي في معركته، والعامل في عمله، والطبيب في مشفاه، والمعلم في مدرسته، وكلٌّ من ميدانه ينجح فيه ويضع بصمته.
ولقد استنارت البشرية بأمثال هؤلاء الذين إن طوتهم الأرض فقد أبقتهم أعمالهم، وبإخلاصهم لله أبى اللهُ إلا أن يُبقي آثارهم ويُحيي سيرتهم، فلعل أحدًا تروق له فكرة التميز، وتحركُه دوافع العزة للدين والأمة فيتشبه بهم ليصير منهم.
رُقيُّ الغايات ليس مرهونًا بشعبٍ أو ملة، ولكنه عندنا دين، وهو في ديننا كينونة بقاء، يعلّمنا الله أن لا نقبل إلا بالتميز، ولا نرضى إلا بالأفضل:
"وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"
لا يكفي أن تكون من المتقين، بل اسأل الله أن تكون إمامًا لهم، واجعل هذه غايتك.
أنت مسلم، عزتك في دينك، ودينك يحثك على الأفضلية، ويربي فيك غريزة حب التفوق بما لا يثلم دينك ولا يهدم قيمك.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى”
رُقيّ الغاية في الدعاء؛ فكل غايات المسلم عظيمة، وأهدافه سامية، واللهُ لم يُعزَّ أحدًا بالدين إلا ليُعزَّه حتى في غاياته ووسائله.
فلا ترضَ بالدون، وانظر غايتك، ولا ترضَ لنفسك إلا بالأفضل.
انجح في دنياك وعينك على الآخرة، واسعَ للآخرة وعينك على الفردوس الأعلى، ولتكن لك نفسٌ توّاقة، وهمة عالية، وغاية عظيمة.
واعلم أنك لبنةٌ في صرح الأمة، فانظر أين تكون.










