جَاءَ في سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ).
دل الحديث على أن تارك الصلاة كافر لا عهد له. قال أبو العلا المباركفوري -رَحِمَهُ اللَّهُ-:
“قوله (العهد الذي بيننا وبينهم) يعني المنافقين، (الصلاة) أي: هو الصلاة بمعنى أنها الموجبة لحقن دمائهم كالعهد في حق المعاهدين، (فمن تركها فقد كفر) أي: فإذا تركوها برئت منهم الذمة ودخلوا في حكم الكفار نقاتلهم كما نقاتل من لا عهد له”.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يكتب إلى الآفاق: “إنَّ مِنْ أهمِّ أموركم عندي الصَّلاة؛ فمَنْ حفظها حفظ ديْنَه، ومن ضيَّعَها فهو لِما سواها أضْيع، ولاحظَّ في الإسلام لمن تَرَك الصَّلاة”.
قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: فكُلُّ مستخِفٍّ بالصَّلاة مستهينٍ بها فهو مستخفٌّ بالإسلام، مستهينٌ به! وإنَّما حظُّهم من الإسلام على قدر حظِّهم من الصَّلاة، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصَّلاة.
فاعْرف نفسك يا عبد الله، واحْذر أنْ تَلْقَى الله ولا قدر للإسلام عندك؛ فإنَّ قَدْر الإسلام في قلبك كقَدْر الصَّلاة في قلبك.