تعجُّ مواقع التواصل بالفتن والشهوات، ومنها: فتنة أطلت علينا مؤخرًا، متّسمة باستحلال تحويل الصور إلى نسخ كرتونية ونشرها، فصارت كتلوث يعم المكان.
فتهافتت النساء عليها كالنار في الهشيم، ولم يسلم منها إلا من حفظ الله، على الرغم من صيحات النذير والتحذير من الاستهانة بالأحكام الشرعية والتغافل عنها، والتعدي إلى الحرام، والتساهل بأمر هتك الأعراض.
وهذا لا يدخل من ضمن الأفلام الكرتونية التي أجازها بعض أهل العلم للأطفال؛ للغرض التعليمي.
لأن هذه الرسومات ناتجة عن تحويل صور حقيقية إلى كرتونية لاستخدام الكبار والبالغين، وقد حرمها جُل أهل العلم.
والآن، ها نحن ذا أمام استغلال لهذه التقنية بشي أخبث من ما كان قبله.
فإن كنت سابقًا تستقذر الصور الخادشة للحياء وتستقبحها، ولا ترضى بأفكار دنيئة تلوث بصرك، وتستنكر مِن عَرضِ الانحلال الأخلاقي هنا وهناك؛ أنت الآن ستستلطفها؛ فقد جاءتك بشكل كرتوني لطيف وبأسلوب ساخر!

هؤلاء هم القوم، وهذه هي أساليبهم وخططهم التي تصب في غاية خبيثة: وهي نزع الأخلاق وتشويه الفطرة وتدمير جيل كامل؛ بالتعود والاستهانة وتقبُّل الانحطاط.
وكقطيع متشرب بالتبعية العمياء لكل ما يمليه عليه الغرب ومتتبع لكل تريند، سترى مثل هذه القاذورات تغزو المواقع والحسابات، لتهز منظومة الأخلاق وتنحرها ببطء!
فلا تبقي حياءً لأنثى، ولا ذكورة لرجل، لينشأ لدينا جيل منحطّ! منهمزم بشهواته، فاقد لأخلاقه وإنسانيته، ولدينه قبلها! وسيصبح نسخة مكررة عما نراه في الغرب من بهيمية وانحلال وتلوث.
فهذه صيحة نذير لعلكم تفيقون، وسِّعوا مدارككم وليكن لديكم بُعد نظرٍ، وقدِّروا عواقب الأمور إن كنتم لا تريدون لذرياتكم هذا المآل.
وإن كنتم تطمعون بجيل منتظر يرد للإسلام عزته وللمسلمين شوكتهم؛ فاغرسوا فيهم مكارم الأخلاق، واسقوهم بتعاليم الإسلام، وربّوهم على توحيد الله، وأشبعوهم عزة وفخرًا بدينهم، وضَعوا نصب أعينهم قدواتهم؛ من أجدادهم الصحابة والتابعين وأئمة السنة السلف الصالحين.
أتلوا عليهم سور القرآن، وخُصُّوهم بآيات التوحيد والجهاد، وازرعوا في نفوسهم حب الفداء وبذل النفوس رخيصة لله، وأبعدوهم عن التعلق بالدنيا والتشبث بزخارفها. ولا تيأسوا؛ فبكم يبدأ التغيير.