متى أعود طفلي على الصلاة؟

|

لا أخالها مبالغة إن قلت إن تعويد الأبناء على الصلاة يبدأ وهم أجنة في بطون أمهاتهم. فالجنين يشعر بالحركة ويسمع الصوت ويتأثر به، يشعر حينما يسمع الأذان، ويشعر حين يسمعك ترددين خلف الأذان، ويسمع همسك في الصلاة، وكل هذا مما يؤثر فيه بالطبع.

ثم بعدما تضعي جنينك، احرصي على ترديد الأذان أمامه، وترديد الدعاء بعده، وأن يراك في وقت كل صلاة وأنت تصلين وتحرصين على صلاتك على أكمل وجه، وأن يسمع أفراد الأسرة وهم يتواصون بأداء الصلاة وذهاب الرجال للمسجد وحث الإخوة الأكبر على الصلاة سواء مع أمهم أو بمفردهم.

ثم حينما يبدأ الصغير بالنطق، لقنيه كيفية ترديد الصلاة والفتي انتباهه دائماً لصوت الأذان، وأخبريه أنك ستذهبين للصلاة وتذكيرك لمن في البيت بالصلاة وحثهم عليها؛ ليشعر بأهميتها، وبمدى حرص  الجميع عليها.

ثم بعدما يتحرك صغيرك ويمكنه الوقوف بمفرده والجلوس بمفرده، ادعيه للصلاة بجوارك: (هيا يا صغيري حان وقت الصلاة، هيا صلي مع ماما، الله أكبر). شجعيه وأظهري حماستك في كل مرة تشاهدينه وهو يحاول تقليدك وأنت تصلين، وإن كان الصغير بنت، حاولي وضع حجاب صغير على رأسها من باب الدعابة واللعب وقولي لها هيا لنصلي، واثني عليها ثناء مميزاً، والعبي معها وأظهري الفخر بفعلها.

ثم مع تقدم الصغير في العمر واتساع فهمه ومداركه، حدثيه كثيراً عن الصلاة وأهميتها وعظمتها. ولا تضغطي عليه أبداً ليصلي؛ ولكن هيئيه لسن تعلم الصلاة.

ثم نأتي للسن المنشود، سن السبع سنين ويكون الطفل قد ارتبط بالصلاة كأساس في حياة أي مسلم، متعلق بها قلبه، مدرك لمركزيتها وأهميتها ونبدأ بإخباره أن هذا هو الوقت الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم الصغار الصلاة فيه. تبدئين بحث ابنتك على الصلاة معك كل فرض، وولدك يذهب مع والده إلى المسجد دائماً، وإن كان يمكنه الذهاب بمفرده أو مع شخص آخر؛ يذهب، وإن لم يكن متاح هذا ولا ذاك؛ فليصل معك ولتحرصي ألا يضيع عليه صلاة، مع الوضع في الاعتبار أن هذا وقت تدريب وتصحيح وتعليم.

ثم يأتي سن العشر سنين حيث لم يعد مقبول أبداً أن يضيع أي صلاة.

وإخلاص النية والدعاء والقدوة الصادقة الحسنة هم خير في هذا الطريق، والله عز وجل هو خير معين.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة