المُصطَلح: تمكين المرأة.
التسمية الخادعة: تمكين المرأة.
التسمية الحقيقية: تجريد المرأة من أنوثتها ودينها، وتكليفها بما لا يناسب فطرتها.
تعريف المصطلح كما يُروَّج له
“تمكين المرأة” هو مصطلح عصري يتردد كثيرًا في المؤتمرات الدولية، ومناهج التعليم، والمنصات الإعلامية، ووسائل التواصل ويُقصد به -كما يزعمون- رفع مكانة المرأة، وضمان مساواتها التامة بالرجل في كل المجالات، وتمكينها من اتخاذ قراراتها دون وصاية، وإلغاء القيود المجتمعية والدينية التي تكبلها.
التزييف اللغوي
سمّوه “تمكينًا”، وفي حقيقته؛ تحميل للمرأة فوق طاقتها، وإخراجها من وظيفتها، ومساواة ظالمة بالرجل. بحيث جعلوه غلافًا أنيقًا لترويج أفكار مثل: إلغاء ولاية الرجل حتى يسهل عليهم صيدها، مساواة المرأة بالرجل في الميراث، عمل المرأة في كل الميادين، حتى الشاقَّة مِنها التي لا تناسب طبيعة خِلقتها البيولوجيَّة، تشجيع التمرد على الدين، تفكيك الأسرة.
فيا أخت الإسلام! إن الإسلام كرّم المرأة تكريمًا عظيمًا، وجعل لها خصوصيتها الفطرية والنفسية، وأعطاها حقوقًا عادلة، لا مساواةً ظالمة، وما قد ترينه ظُلمًا هو في الحقيقة عَدلٌ لكِ لكنَّكِ لا تدرين الغيب، والله إذا حرَّم عليكِ شيئًا أو فرضَه فهو لحكمة ومن أعظم الحكم أن يختبرك، فهل تستقيمين أم تنحرفين؟
وهكذا الرجل. قال تعالى: ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى﴾[آل عمران: 36]. وقال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾[النساء: 34].
والتمكين الحقيقي في الإسلام هو في حفظ كرامتها، صون جسدها بالحجاب، تمكينها من العبادة، والتربية، والعلم، احترامها وتقديرها كنفسٍ بشريَّة لها حق، وليس كجسد وسلعة لا قيمة لها.
قال ابن القيم رحمه الله: (المرأة خُلِقَت لحملٍ، وولدٍ، ورضاعةٍ، وتربيةٍ، وهذه وظائف لا يستقلُّ بها الرجل). وقال ابن تيمية: (العدل أن يُعطى كلُّ ذي حقٍّ حقه، لا أن يُساوَى بين المختلفين).
فمن الظلم أن تُكلَّف المرأة بمهام لا تناسب طبيعتها النفسية والجسدية هل يُعقل أن تترك دورها في بيتها، وتُزَجَّ في ميادين معارك لا تلائم فطرتها؟ هل كانت المرأة يومًا مُمتهنة في مجتمع يعرف الدين؟ أم أنها كانت تاجًا على الرؤوس، مربيةً للأجيال؟
مصطلح تمكين المرأة مصطلح براق وخادع، فانظري أختي في مثيلاتكِ من نساء الغرب بعد “تميكنهنّ” فقد ارتفعت نِسب الطَّلاق والانتحار، تفكَّكَت الأسرة، أصبحت المرأة عاملة بلا استقرار، وأمًا بلا حنان، وزوجةً بلا طاعة، وشخصًا بلا كرامة، ارتفعت نسب التحرُّش والاغتصاب، ارتفعت نسبةُ الهشاشة النفسية، انحدر معدل الإنجاب، زاد معدل الفراغ الرّوحي، أصبح العالم الغربي يسير في طريق الوحدانية والفردانية، لا معنى للحياة ولا قيمة للوجود، والقائمة تطول.
وبدأ بعض الغرب الآن بترويج هذا النموذج الفاشل، بينما نلهث نحن خلف شعاراتهم!
فإن الإسلام لا يمنع المرأة من التعليم، ولا من العمل الشريف بضوابط الشرع، ولا من التعبير عن رأيها، بل يدعو إلى إعطائها حقَّها ضمن ضوابط الشرع.
لكن الإسلام يرفض أن يُسلَب منها أنوثتُها وحَياؤُها، ويَرفُضُ أنْ تُستبدَل القوامة الشرعية بالفوضى النسوية.
ولا تغُرنَّكِ بعضُ المواقفِ لبعض النساء اللواتي اضطُهِدن مِن أهلهن، فالواحدة مِنهنَّ غالبًا قُمتت بسبب عادات بالية ونعرات غبية.
فلا يجب أن نُسقِط كل حالة على الإسلام فقط لأنَّ المتسببَ بالحادثةِ شخصٌ ينتسبُ للإسلام!
أيتهَا المسلمة، إنَّ عِزّكِ في حجابكِ، وقيمتكِ في حيائكِ، ودَورُكِ عظيمٌ لا يُقدَّر بثمنٍ في تربية الأجيال، فأنتِ الأمة وربة الرجال، وصانعة الأبطال، فالزمي ثغركِ الذي يريدون أن يحيدوكِ عنه.
لا تنخدعي ببريق المصطلحات، فكل مصطلح يخالف الفطرة والشريعة، فهو خديعة شيطانية، وإن زُين بعبارات “حقوق”، و”حرية”، و”مساواة”.
كوني كخديجة؛ عفيفة حكيمة. وكوني كفاطمة؛ صابرة زاهدة. وكوني كأمهات المؤمنين؛ تاجًا على رؤوس الرجال، لا عبدةً في مصانع الغرب.
وقد قالت أخت هارون الرشيد: (نحن نساءٌ مع رجالِنا، ورجالٌ مع غيرهم).