هو ورم أو تكاثر غير طبيعي لخلايا الدم البيضاء. فكرات الدم البيضاء هي خط الدفاع الأول في جسمك لمكافحة العدوى، وهي تنمو وتنقسم بطريقة منظمة، حسب احتياجات الجسم.
ولكن في حالة المرضى المصابين بابيضاض الدم، ينتج نخاع العظم كميات زائدة من كرات الدم البيضاء غير الطبيعية، والتي لا تعمل بشكل صحيح.
يبدأ حدوث سرطان الدم بتكون خلايا دم بيضاء غير طبيعية في نخاع العظم (وهو الجزء الهش الموجود داخل العظم)، هذه الخلايا غير الطبيعية لا تنمو وتنضج بشكل طبيعي، وبالتالي نتيجة هذا الخلل، فإنها تفقد قدرتها على القيام بوظيفتها الأساسية في مكافحة العدوى.
يزداد عدد هذه الخلايا غير الطبيعية وتستمر بالانقسام حتى تملأ نخاع العظم بشكل يؤثر على قدرة نخاع العظم على تصنيع الأنواع الأخرى من مكونات الدم.
ملايين الخلايا يتم تصنيعها يومياً من نخاع العظم، ولكن عند وجود خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية فإنه ذلك سيؤثر على إنتاج كريات الدم الحمراء (فقر الدم)، والصفائح الدموية (نقص الصفائح الدموية)، وبالتالي تظهر أعراض أخرى مرافقة لنقص كريات الدم البيضاء الطبيعية.
الأنواع الرئيسة لابيضاض الدم
هناك 4 أنواع رئيسية لابيضاض الدم:-
- -ابيضاض الدم النقوي (النخاعي) الحاد.
- -ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد.
- -ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن.
- -ابيضاض الدم النِقوي (النخاعي) المزمن.
1. ابيضاض الدم النقوي (النخاعي) الحاد:-
هو أكثر أنواع سرطان الدم انتشارًا، يظهر المرض عند الأولاد وعند الكبار، يعتمد تشخيصه على وجود أكثر من 20% من الخلايا الأرومية في نخاع العظم (وهي الخلايا غير الناضجة المعروفة باسم الخلايا الجذعية).
يحدث سرطان الدم النقوي الحاد بسبب توقف نضج كريات الدم البيضاء ونمو وتكاثر سريع لكريات الدم البيضاء غير الطبيعية.
وتوقف نمو الكريات الطبيعية يؤدي إلى شكلين أساسيين من العمليات المرضية:-
أولاً، انخفاض إنتاج خلايا الدم الطبيعية بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى درجات متفاوتة من فقر الدم ونقص الصفيحات وقلة كريات الدم البيضاء السليمة. مما يؤدي إلى ظهور الأعراض بشكل واضح وسريع.
وثانياً، إن الانتشار السريع للخلايا النخاعية الأرومية إلى جانب انخفاض في قدرتها على الخضوع لموت الخلايا المبرمج (وهو دخول الخلية في مرحلة الموت بمجرد وجود أي خطأ فيها بشكل ذاتي ودون الحاج لمؤثر خارجي يؤدي إلى وفاتها)، يؤدي إلى تراكمها في نخاع العظام والدم وفي كثير من الأحيان في الطحال والكبد.
2. ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد:-
هذا هو النوع الأكثر انتشارًا عند الأطفال الصغار، وهو مسؤول عن 75% من حالات الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال.
معدل البقاء على قيد الحياة يعتبر جيداً بالنسبة لسرطان الدم النقوي الحاد ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدل الشفاء عند الأطفال. ولكن ينخفض هذا المعدل الإيجابي مع التقدم في العمر.
تكاثر الخلايا الليمفاوية غير الطبيعية بكثرة يؤدي للتأثير على تصنيع للأنواع الأخرى من مكونات، مثل التأثير الذي يحدثه سرطان الدم النقوي الحاد، وبالتالي يعاني المريض من أعراض فقر الدم وقلة الصفائح الدموية إلى جانب عدم قدرته على مقاومة الأمراض والعدوى.
3. ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن:-
قد يشعر المريض في حال الإصابة بابيضاض اللمفاويات المزمن -وهو النوع الأكثر شيوعًا لدى البالغين من بين أنواع ابيضاض الدم المزمن- أنه على ما يرام لسنوات من دون الحاجة إلى علاج.
4. ابيضاض الدم النِقوي (النخاعي) المزمن:-
يصيب هذا النوع من ابيضاض الدم البالغين بصفة رئيسية. وعادة ما يصيب الأفراد في منتصف العمر، إذ إنه من غير المألوف أن يحدث المرض عند الأشخاص الأصغر سناً، ولكن عندما يصيبهم يكون أكثر.
وقد تظهر عند مريض ابيضاض الدم النقوي المزمن أعراض قليلة أو لا يشعر بأعراض مطلقًا لشهور أو سنوات قبل دخول مرحلة تسارع نمو خلايا ابيضاض الدم.
عوامل الخطر
تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع ابيضاض الدم (اللوكيميا) ما يلي:
- علاج إصابة سابقة بالسرطان. الأشخاص الذين سبق أن خضعوا لأنواع معينة من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي لأنواع أخرى من السرطان قد يتعرضون لخطر أكبر للإصابة ببعض أنواع ابيضاض الدم (اللوكيميا).
- الاضطرابات الوراثية. يمكن أن تؤدي العيوب الوراثية دورًا في الإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا). حيث ترتبط بعض الاضطرابات الوراثية، مثل متلازمة داون، بزيادة خطر الإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا).
- التعرض لكمية كبيرة من الإشعاع مثل: الناجين من انفجار ذرّي أو حادث مفاعل ذرّي معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بابيضاض الدم.التعرض لمواد كيميائية خطرة مثل البنزين (وهو مذيب يستخدم في معامل تكرير النفط وغيرها من الصناعات، كما أنه يوجد في السجائر).
- التدخين. يزيد تدخين السجائر من خطر الإصابة بابيضاض الدم النقوي الحاد.
- وجود تاريخ للإصابة بابيضاض الدم (اللوكيميا) في العائلة.
- وجود أمراض في الدم مثل متلازمة خلل التنسج النقوي (Myelodysplastic Syndrome) ومرض مقدمة ابيضاض الدم.
- وجود خلل وراثي معين مثل وجود كروموسوم فيلادلفيا يرتبط بحدوث سرطان الدم النقوي المزمن.
الأعراض
تختلف أعراض ابيضاض الدم باختلاف نوعه. ويتميز سرطان الدم الحاد بظهور الأعراض بشكل مبكر وأكثر سرعة من سرطان الدم المزمن، ومن أهم اعراض سرطان الدم:
- فقر الدم.
- الحمى أو القشعريرة.
- الإرهاق المستمر والضعف.
- العدوى المتكررة.
- فقدان الشهية وانخفاض الوزن.
- تضخم العقد اللمفية وتضخم الكبد أو الطحال.
- سهولة النزيف أو الكدمات.
- نزيف الأنف المتكرر.
- بقع حمراء صغيرة في جلدك (الحبَرات).
- فرط التعرق، وخاصة أثناء الليل.
- ألم في العظم أو إيلام عند اللمس.
- ضيق النفس خلال النشاط البدني أو عند صعود الدرجات.
التشخيص
يستخدم الطبيب فحوصات وإجراءات معينة لتشخيص اللوكيميا:
- أخذ التاريخ المرضي.
- الفحص السريري: البحث عن المؤشرات الجسدية التي تدل على ابيضاض الدم، مثل شحوب لون الجلد وفقدان الوزن، وفحص العقد اللمفاوية والطحال والكبد للكشف عن أي تورم.
- اختبارات الدم: لتحديد عدد خلايا الدم والصفائح ولتعيين أي اختلالات في خلايا الدم.
- خزعة من نخاع العظم: للتعيين أي خلايا سرطانية.
- الفحص الوراثي للخلايا: لتحليل المادة الوراثية في نخاع العظم وخلايا الدم والعقد اللمفاوية.
- بزل النخاع الشوكي (السائل الشوكي): يساعد في الكشف عن وجود خلايا سرطانية في السائل الموجود حول المخ والنخاع الشوكي.
العلاج
خلافًا لأنواع السرطان الأخرى فإن ابيضاض الدم لا يتكون من كتلة نسيجية صلبة يستطيع الطبيب استئصالها والتخلص منها بعملية جراحية، ولذلك فإن علاج سرطان الدم معقد جدًا.
يتعلق مدى التعقيد بعوامل أساسية هي: السن، والوضع الصحي، ونوع الابيضاض، وتفشي إلى أعضاء أخرى في الجسم.
ويمكن أن تشمل خطة علاج سرطان الدم واحدة أو أكثر من العلاجات التالية:
- العلاج الكيميائي: يستخدم في هذا النوع من العلاجات نظام محدد من دواء واحد أو غالباً مجموعة من الأدوية التي تعمل معا لتدمير الخلايا السرطانية، كل دواء يعمل على تدمير الخلايا السرطانية بطريقة مختلفة، وإعطائها معا يجعل الخلايا السرطانية أضعف وأسهل للتدمير.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم في هذا العلاج نوع مخصص من الأشعة بجرعات منخفضة لتدمير الخلايا السرطانية وقد تتلقى الإشعاع على منطقة محددة من جسمك توجد فيها مجموعة من الخلايا المصابة بابيضاض الدم أو على الجسم كله. ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي للاستعداد لزرع نخاع العظم.
- زراعة الخلايا الجذعية: لاستبدال الخلايا المتلفة خلال العلاج الإشعاعي والكيميائي. حيث يتم جمع الخلايا الصحية من نخاع العظم، أو من الدورة الدموية، أو من الحبل السري. تؤخذ الخلايا الجذعية من المريض نفسه أو من مانح مطابق للمريض.
- العلاج المناعي: يعطى هذا النوع من العلاج لتعزيز مناعة الجسم.
- تعديل الخلايا المناعية وراثيًا للقضاء على ابيضاض الدم: خلال هذا العلاج تُسحب الخلايا التائية القاتلة للجراثيم من الجسم وتُعدَّل وراثيًا لتصبح قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية ثم يُعاد حقنها مرةً أخرى إلى الجسم.
المضاعفات
يمكن لسرطان الدم أن يحدث عدداً من المضاعفات نتيجة المرض نفسه، أو الآثار الجانبية للعلاج، ومنها التالي ذكره:
- ضعف جهاز المناعة:- يعد ضعف جهاز المناعة من المضاعفات الشهيرة لابيضاض الدم، جزء كبير من ضعف المناعة نتيجة لتلقي جرعات العلاج، يؤدي ذلك إلى سهولة التقاط العدوى عن المعتاد، التي قد تتطور بسرعة إلى التهاب.
- النزيف:- يتعرض مريض ابيضاض الدم إلى الإصابة بالكدمات والنزيف بمعدل مرتفع، وذلك بسبب انخفاض الصفيحات الدموية المسؤولة عن تخثر الدم ومنع النزيف.
- العقم:- تتسبب العديد من أدوية وعلاجات سرطان الدم في الحد من مستوى الخصوبة لدى المريض، مما قد يؤدي إلى العقم الذي قد يكون مؤقتاً أو دائماً. تعلو نسب الإصابة بالعقم خاصة مع المرضى الذين تلقوا العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، وهي المرحلة التي تسبق زرع نخاع العظام، أو الخلايا الجذعية.