هو اضطراب نفسي شائع يمكن أن يحدث بعد تعرض الفرد لحدث صادم، غالبًا ما يظهر اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال بشكل مختلف عنه عند البالغين ويتطلب اهتمامًا خاصًا للعلاج، فيمكن أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة إعاقات مزمنة، ويؤدي إلى أمراض نفسية مصاحبة، وإلى زيادة خطر الانتحار!
تتضمن معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية لاضطراب ما بعد الصدمة التعرض لحدث مؤلم، ووجود أعراض محددة مثل الذكريات المتطفلة أو الكوابيس، وسلوكيات التجنب، والتغيرات السلبية في المزاج والإدراك، وزيادة الإثارة.
تشمل أنواع الصدمات الاعتداء الجنسي، والصراع السياسي الجماعي والنزوح (اللاجئين)، والتعرض العسكري أو القتالي، والإصابات الجسدية، والأمراض الطبية.
سبل التشخيص
يجب الحصول على موافقة ولي الأمر أو الوصي قبل إجراء التقييم النفسي للأطفال، ويمكن للوالدين والأوصياء تقديم معلومات مهمة حول التغيرات السلوكية للطفل، والتي قد تكون العلامة الوحيدة لاضطراب ما بعد الصدمة الأولي، خاصة عند الأطفال الأصغر سنًا.
يعد فحص الأطفال بانتظام بحثًا عن سوء المعاملة أمرًا مناسبًا، بما في ذلك الحصول على وجهة نظر الطفل بشأن السلامة في المنزل وحول أفراد الأسرة، وإذا تم الكشف عن علامات تتعلق بإساءة معاملة الأطفال، فيجب على الأطباء الإبلاغ عن إساءة معاملتهم إلى وكالة الإبلاغ المحلية الخاصة بهم دون تأخير.
عند الانخراط في مناقشة تفاصيل الصدمة، من الضروري احترام حدود المريض حول الموضوع والسؤال عن مدى عمق أو سطحية تفضيل المريض.
قد لا يتمكن المرضى الذين يعانون من أعراض حادة أو أمراض مصاحبة من المشاركة في علاجات ذات معنى في البداية، ويمكن البدء في اتباع نظام دوائي مع خطة لدمج العلاج في المستقبل عندما يكون أكثر استقرارًا من الناحية السريرية.
سبل العلاج
العلاج النفسي الذي يركز على الصدمة هو العلاج المفضل لاضطراب ما بعد الصدمة. وهذا يشمل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والعلاج القائم على التعرض، وعلاج إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR).
عند الأطفال، عادة ما تتفوق فوائد العلاج النفسي على التدخلات الدوائية. ويستخدم العلاج السلوكي المعرفي تقنيات لتحديد وتصحيح المعتقدات المشوهة غير القادرة على التكيف، والتي يمكن أن تحدث بعد وقوع حدث صادم. وتشمل التقنيات المحددة التعليم، وتمارين الاسترخاء، وتطوير مهارات التكيف، وإدارة الإجهاد.
ولا خلاف في أنَّ العلاج القائم على التعرض هو الأسلوب الأكثر استخدامًا لعلاج اضطرابات القلق مثل أنواع معينة من الرهاب، فهذه التقنية تراعي استجابة الخوف المشروطة من السلوك المكتسب وتتضمن منهجًا محسوبًا لإعادة تقديم
الحافز لتحقيق زوال الخوف في النهاية. وهو يتطلب الموافقة على العلاج ولا يعد خيارًا قابلاً للتطبيق في بعض حالات اضطراب ما بعد الصدمة لأنه يتطلب عبء عملٍ مكثفٍ على المريض.
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم البارزة أو الكوابيس المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة، يتم استخدام أساليب العلاج بالأدوية خارج نطاق التسمية بشكل شائع. يُستخدم برازوسين، وهو دواء خافض لضغط الدم كعلاج وحيد أو كعلاج مشترك كمثبط لاسترداد السيروتونين الانتقائي. ومع ذلك، هناك نتائج متضاربة حول فعالية البرازوسين لهذا الاستخدام المحدد، والنتائج غير متناسقة. يُستخدم الكلونيدين، وهو نوع آخر من الأدوية الخافضة للضغط، أحيانًا لأغراض مماثلة.
مضاعفات الاضطراب
على الرغم من أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن تختفي، إلا أنها قد تؤدي إلى تطور أمراض نفسية مصاحبة أخرى، حيث أن الصدمة هي عامل خطر معروف لاضطراب الاكتئاب الشديد، واضطراب الشخصية الحدية، واضطرابات القلق، واضطرابات تعاطي المخدرات، والاضطرابات الذهانية، وأكثر من ذلك، وإنَّ المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة معرضون بشكل متزايد لخطر الانتحار ويجب أن يخضعوا لفحوصات منتظمة حول التفكير في الانتحار من قبل الأطباء.
كما وأنَّ الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة هم أكثر عرضة للتعرض إلى مشاكل تعليمية ومهنية ولديهم معدلات إعاقة أعلى من أولئك الذين لا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.