الإسقَاط (miscarriage) هو الفقد التلقائي للحمل قبل الأسبوع العشرين من الحمل. ويعد الإسقاط تجربة شائعة نسبيًا، ويزداد خطر الإسقاط في الأسابيع الأولى من الحمل إلا أنه بمجرد أن يصل الحمل إلى 6 أسابيع تنخفض هذه المخاطر، حيث يحدث غالبا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وإذا كانت الخسارة أو فقدان الجنين قبل الأسبوع 12 من الحمل، يسمى الإسقاط المبكر.
قد تحدث حالات الإسقاط بسبب مشكلة عند الجنين (مثل اضطراب وراثي أو عيب خِلقي)، أو عند المرأة (مثل حالات شذوذ بنيويَّة في الأعضاء التناسلية أو حالات العدوى أو تعاطي الكوكايين أو شرب الكحول أو تدخين السجائر أو إصابة)، ولكن لا يُعرف السبب غالبًا. وقد يزيد من خطر الإسقاط في حالات الحمل المستقبلية.
أنواع الإسقاط
يوجد أنواع عديدة من الإسقاط، وتشمل الآتي:
- الإسقاط المهدد: حدوث نزيف من دون توسُّع عنق الرحم فهذا يزيد من خطر الإسقاط، ومع ذلك من الممكن أن تستمر حالات الحمل هذه دون وجود أي مشكلات.
- الإسقاط الحتمي: تعاني المرأة من نزيف وتشنج وتوسع عنق الرحم، ففي الغالب في هذه الحالة يحدث الإسقاط ولا مفر من ذلك.
- الإسقاط غير المكتمل: وجود بعض منتجات الحمل في الرحم، مثل: جزء من الجنين أو المشيمة، فهذا يعد إجهاض غير مكتمل.
- الإسقاط الفائت: الاحتفاظ بجنين ميت في الرحم.
- الإسقاط المكتمل: مرور جميع أنسجة الحمل، وهذا يعد إسقاط كامل، حيث يكون عنق الرحم منغلق بعد إخراج الجنين بأكمله والمشيمة من الرحم.
- الإسقاط الإنتاني: سببه وجود عدوى في محتويات الرحم، وقد تكون هذه العدوى شديدة وتتطلب رعاية فورية.
أعراض الإسقاط
تتضمن علامات وأعراض الإسقاط ما يأتي:
- نزيف دم مفاجئ من المهبل قد يحتوي على مخاط.
- خروج سوائل (سائل يكون لونه شفافاً وهذا يكون السائل الأمنيوسي الذي كان يحيط بالجنين) أو أنسجة تشبه جلطات الدم من المهبل.
- ألم أو تقلصات في البطن.
- ألم أسفل الظهر.
- الحمى، حيث يعد ارتفاع درجة الحرارة من علامات الإسقاط الهامة.
- فقدان الوزن.
- انخفاض مفاجيء في أعراض الحمل (مثل الشعور بالغثيان وألم الثدي).
أسباب الإسقاط
- إصابة الحامل بالعدوى الميكروبية (نتيجة بكتيريا أو فيروس).
- ضعف في جهاز المناعة لدى الحامل بسبب إصابتها بالأمراض الخطيرة كالإيدز، الذئبة الحمراء والسرطان.
- التعرُض للأشعة وخصوصًا الأشعة السينية.
- إصابة الحامل بمرض فقر الدم الحاد أو تعرضها للنزيف.
- اضطرابات في إفراز الهرمونات في الجسم.
- العيوب الخَلقية والتشوهات الموجودة في الرحم أو وجود ألياف داخل الرحم أو التصاق جدار الرحم ببعضه، أوضعف عنق الرحم.
- مشاكل في المشيمة.
- أمراض القلب، الكلى، الكبد والغدة الدرقية.
- سوء التغذية، والتسمم الغذائي.
- مرض السكري غير المنضبط.
- حمل الأوزان الثقيلة وبذل المجهود البدني الشاق.
- عمر الحامل أقل من 18 عامًا أو أكبر من 40 عامًا.
- الضرب والعنف الجسدي أو التعرض للحوادث خاصة في منطقتي الظهر والبطن.
- الخلل الجيني الوراثي في كرموسومات الجنين.
- التدخين أو التدخين السلبي (أي تعرُض الحامل للدخان المنبعث من السجائر).
- التعرض لإجهاد نفسي وعصبي شديد.
عوامل الخطر المؤدية إلى الإسقاط
تزيد بعض العوامل من خطر الإسقاط، وتشمل:
- عمر الأم.
- تاريخ سابق من الإسقاط.
- الأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري غير المنضبط، ارتفاع ضغط الدم الشديد، الذئبة الحمراء، أمراض الكلى، فرط نشاط أو خمول الغدة الدرقية، متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية antiphospholipid syndrome.
- مشكلات الرحم أو عنق الرحم، مثل الأورام الليفية أو النسيج المتندِّب أو الرحم المزدوج أو عنق الرحم الضعيف (قصور عنق الرحم)، والذي يميلُ إلى التوسع مع تضخُّم الرحم.
- التدخين والكحول والمخدرات تزيد من خطر الإسقاط.
- السمنة وزيادة الوزن.
- التعرض للعدوى والالتهابات مثل: الحصبة الألمانية، التهاب المهبل الجرثومي، الإيدز، الكلاميديا، السيلان، مرض الزهري، الملاريا، العدوى بالفيروس المضخم للخلايا.
- التسمم الغذائي الناجم عن تناول طعام ملوث، على سبيل المثال:
- الليستريات: يوجد بشكل شائع في منتجات الألبان غير المبسترة (مثل:الجبن الأزرق).
- داء المقوسات: الذي يمكن اكتشافه عن طريق تناول اللحوم المصابة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا
- السالمونيلا: غالبًا ما تحدث بسبب تناول البيض النيئ أو المطبوخ جزئيًا
- الأدوية: تشمل الأدوية التي تزيد من مخاطر الإصابة ما يلي:
- الميزوبروستول: يستخدم لحالات (مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي).
- الرتينوئيدات: تستخدم للأكزيما وحب الشباب
- ميثوتريكسات: يستخدم لحالات (مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي).
- العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات: (مثل: ايبوبروفين)
- -متلازمة تكيس المبايض.
- عدم توافق العامل الرَّيصي (عندما يكون العامل الريصي سلبيًا في دم المرأة وإيجابيًا في دم الجنين).
مضاعفات الإسقاط
- تصاب بعض النساء اللواتي يتعرضن للإسقاط بالعدوى في الرحم.
- الانفعالات بعد الإسقَاط، قد تشعر النساء بالأسى أو بالحزن أو بالغضب أو بالذنب أو بالإكتئاب أو بالقلق بشأن حالات الحمل اللاحقة.
- الشعور بالتعب وفقدان الشهية وصعوبة النوم بعد الإسقاط.
- الإسقاط يزيد من خطر إسقاط آخر، إلا أنَّه تستطيع معظم أولئك النساء أن يحملن مرة أخرى بصغير سليم إلى تمام الحمل.
- النزيف الرحمي الحاد.
- تضرر عنق الرحم.
- تضرر بطانة الرحم.
- مرض التهاب الحوض الذي يزيد فرص الحمل خارج الرحم أو العقم.
تشخيص الإسقاط
يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات، وتشمل:
- تحاليل الدم:- يمكنها تحديد مستوى هرمون الحمل، المعروف بمُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية، في الدم. ويُكرر غالبًا قياس مستوى هذا الهرمون بعد مرور 48 ساعة. قد يكون انخفاض أو تراجع مستوى هرمون مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية مؤشرًا على فقدان الحمل. ويمكن أيضًا فحص تعداد الدم الكامل وفصيلة الدم . فإذا كانت فصيلة الدم سالبة العامل الريسوسي، فمن المرجح أن يصف الطبيب دواء الغلوبولين المناعي Rh.
- فحص الحوض:- قد يتم فحص عنق الرحم، لمعرفة ما إذا بدأ في التوسع أم لا. وفي حال كان عنق الرحم مفتوحًا، تكون المرأة أكثر عرضة للإسقاط.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية:- أثناء هذا الفحص التصوري، يقيس اختصاصي الرعاية الصحية نبضات قلب الجنين ويتبيّن ما إذا كان ينمو بشكل سليم أم لا. وإذا لم تكن نتيجة الفحص واضحة، فقد يستدعي الأمر إجراء تصوير آخر بالموجات فوق الصوتية خلال أسبوع تقريبًا.
- اختبارات الأنسجة:- إذا خرج من المهبل شيء يُشبه الأنسجة، فيمكن إرسالها إلى مختبر للتحقق من حدوث الإجهاض، وللتأكد من أن الأعراض لديكِ لا علاقة لها بسبب آخر.
- الفحوص الكروموسومية:- إذا سبق التعرّض للإسقاط التلقائي مرتين أو أكثر، فقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بإجراء تحاليل دم للأم والأب. يمكن أن تساعد هذه التحاليل في معرفة ما إذا كان تكوين الكروموسوم لدى اي منهما مرتبطًا بزيادة احتمالات التعرض للإسقاط أم لا.
علاج الإسقاط
الهدف الرئيسي من العلاج أثناء الإسقاط أو بعده هو منع النزيف والعدوى، كلما كانت المرأة في فترة مبكرة من الحمل زاد احتمال قيام الجسم بطرد جميع أنسجة الجنين من تلقاء نفسه ولن يتطلب المزيد من الإجراءات الطبية.
أما إذا لم يقم الجسم بطرد جميع الأنسجة توجد عدة خيارات وهي:
- العلاج الطبي: بعد تشخيص الإسقاط يمكن للأطباء وصف دواء يمكن أن يلفظ محتويات الرحم (ميزوبروستول، مع الميفيبريستون أحيانًا)، ويمكن تناول الدواء عن طريق الفم أو من خلال إدخاله عبر المهبل لزيادة فعاليته وتقليل الآثار الجانبية، مثل: الغثيان والإسهال.
- ويستخدم إذا حصل الإسقاط قبل حلول الأسبوع 12 من عمر الحمل.
- العلاج الجراحي:
- يقوم الأطباء بإزالة محتويات الرحم جراحيًا من خلال المهبل (يُسمَّى التفريغ الجراحي)، وذلك باستخدام التوسيع والإخلاء. ويستخدم إذا حصل الإسقاط في الفترة بين 12 إلى 23 أسبوعًا.
- ويعد الشفط اليدوي أيضًا أحد العلاجات المستخدمة والذي يكون في أقل من 12 أسبوعًا، أما إذا كانت المريضة غير مستقرة وتعاني من النزيف الحاد أو تعاني من الإجهاض التلقائي الإنتاني فإنه يتم اللجوء للإخلاء الجراحي الفوري.
التصنيف حسب كل نوع:-
- علاج الإسقاط الطبيعي المهدد: بالنسبة للإسقاط الطبيعي المهدد فإن العلاج الأساسي هو المراقبة، وقد يوصي الطبيب بالراحة كإجراء وقائي حتى يخف النزيف أو الألم ولكن لا يوجد دليل يثبت أن الراحة في الفراش تقلل من خطر الإسقاط الكامل.
- علاج الإجهاض الحتمي، وغير المكتمل، والمفقود: يتم علاج هذه الثلاث أنواع من خلال إخلاء الرحم أو انتظار المرور التلقائي لمنتجات الحمل، وفي الغالب يتم إجراء التوسع والكشط وهو العلاج التقليدي للإجهاض التلقائي والذي يكون ما بين 12 – 23 أسبوع.
- علاج الإجهاض الطبيعي الكامل: إذا كانت المرأة أكملت الإجهاض التلقائي بالكامل فإن الطبيب يقوم بإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم وجود أي شيء داخل الرحم، لذلك في الغالب لا يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات.
بالإضافة إلى الإجراء المذكور لكل حالة هناك إجراءات مساعدة يمكن أن تضاف بحسب حالة المريضة مثل:-
- الغلوبولين المناعي Rho (D) إذا كان دم الأم سلبيًا للعامل الريصي
- مسكنات الألم، تُعطى بحسب الحاجة.
- أدوية لعلاج فقر الدم إن وُجد.
- خافضات الحرارة ومضادات الإلتهابات خصوصا في حالة الإسقاط الإنتاني.
- الدعم العاطفي.
الوقاية من الإسقاط
لا يمكن منع غالبية حالات الإسقاط، ولكن هناك بعض الإرشادات التي يمكن القيام بها لتقليل مخاطر الإسقاط، ومنها:
- الحصول على الرعاية المنتظمة والجيدة قبل الولادة.
- الابتعاد عن عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها.
- الحفاظ على الوزن الصحي قبل الحمل وأثناؤه.
- الحرص على تناول الفيتامينات اليومية لضمان – حصول الأم والجنين على العناصر الغذائية الكافية.
- التقليل من تناول الكافيين حيث أنه يزيد من خطر الإصابة بالإسقاط
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- محاولة تجنب بعض أنواع العدوى أثناء الحمل (مثل: الحصبة الألمانية وغيرها).
- استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية بدون وصفة طبية
- الإمتناع عن التدخين أثناء الحمل أو التواجد بالقرب من الدخان.
- استشارة الطبيب للتحكم في أي حالة صحية مزمنة تحتاج للعلاج المناسب.
- تجنب المخاطر البيئية (مثل: الإشعاع والأمراض المعدية والأشعة السينية).
- تجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو الأنشطة التي تنطوي على خطر الإصابة.
- الغلوبولين المناعي Rho (D) إذا كان دم الأم سلبيًا للعامل الريصي.