عبارة عن صداع يتمثل بألم نابض، يؤثر في جانب واحد من الرأس أو الجانبين معًا، ويترافق معه غثيان وقيئ وحساسية شديدة للضوء ويمكن أن يستمر من أربع ساعات إلى عدة أيام.
غالبًا ما تتفاقم بسبب النشاط البدني، أو الضوء، أو الأصوات أو الروائح؛ وقد تحدث بسبب قلة النوم أو تغيّرات في الطقس أو الجوع أو التنبيه المفرط للحواس أو الشدَّة أو عوامل أخرى.
وتعد الشقيقة السبب الأكثر شيوعًا للصداع متوسط الشدة أو الشديد. وتتكرر بشكل دوري عند معظم المصابين.
على الرغم من أن الشقيقة يمكن أن تبدأ في أي عمر، فهي تبدأ عادةً في أثناء البلوغ أو بعد البلوغ وغالباً ما تختفي بعد سن الخمسين، حيث بعدَ عمر 50 عامًا، يُصبح الصُّدَاع غالبًا أقل شدّة بشكلٍ ملحوظ أو يزول بشكلٍ كاملٍ .
تُعدُّ الشقيقة أكثر شيوعًا عند النساء بثلاث مرَّات، وتميل إلى أن تسري بين العائلات؛ حيثُ أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة يكون لديهم أقارب مُصابون بها أيضًا.
وقد تكون الشقيقة مزمنةً، أي أنها تحدث مرتين او أكثر في الشهر وغالبًا ما تحدث الشقيقة المزمنة عند من يفرطون في أخذ الأدوية لمعالجة نوبات الشقيقة.
أنواع الصداع النصفي
يُمكن تصنيف نوبات الصداع النصفي إلى نوعين:
الصداع النصفي من دون هالة (Migraine without aura)
هو النوع الأكثر شيوعًا، وكانت تُسمى في السابق الشقيقة الكلاسيكية، ومن مميزاته:-
- يُصاب المريض بخمس نوبات نموذجية مميزة في حياته.
- يستمر الصداع النصفي من 4 – 72 ساعة.
- تشمل خصائص الألم ميزتين اثنتين على الأقل، من الآتي:تمركز الألم في جانب واحد فقط.
- ظهور الألم كأنه نبض.
- الألم معتدل حتى حاد.
- تفاقم الألم عند ممارسة مجهود جسماني.
- لا تُعزى النوبات إلى مشكلة أخرى.
الصداع النصفي المصحوب بالأورة (Migraine with aura)
هو الصداع النصفي الذي تكون نوبتان منه على الأقل مصحوبة بأورة مميزة للاضطرابات الآتية:
- خدر أو اضطراب في الكلام سرعان ما يختفيان تمامًا.
- اضطراب في جهة واحدة، أو في كلتا الجهتين.
- اضطراب في مجال الرؤية، يظهر على شكل ومضات، أو بريق، أو خطوط، أو بقع أو انعدام الرؤية.
- الصداع النصفي النموذجي يتطور خلال الأورة أو في غضون 60 دقيقة من ظهورها.
أسباب وعوامل خطر الصداع النصفي
المسبب الحقيقي للصداع النصفي لا يزال غير معروف وغير واضح تمامًا، لكن من المعروف اليوم أن هناك أمور وعوامل تُؤثر فيه وذات علاقة بظهوره.
من أهم عوامل الخطر:-
- التاريخ العائلي المرضي: وجود تاريخ عائلي مرضي يزيد من خطر الإصابة.
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
- العمر: تزداد فرصة الإصابة بالمرض في عمر 10_40 سنة.
- التغييرات الهرمونية في دورة الحيض أو في سن اليأس، أو أثناء الحمل.
- التوتر والتعب والإجهاد النفسي وكثرة النوم.
- شرب الكافيين والمشروبات الكحولية.
- بعض الأدوية يُمكن أن تسرّع حدوث النوبة، مثل:
النترات (Nitrate) والأدوية التي تحتوي على الإستروجين. - تناول بعض الأطعمة يحفز حدوث نوبة الصداع النصفي مثل الجبنة، والهوت دوغ.
أعراض الصداع النصفي
أعراض الصداع النصفي العامة
من أبرز الأعراض الخاصة بنوعي الصداع النصفي:-
- يبدأ الألم عادةً في أحد جانبي الرأس، لكنه ينتقل في بعض الأحيان إلى الجانب الآخر، ثم تزداد حدته تدريجيًا في غضون ساعات.
- يكون الصداع مصحوبًا بالغثيان، وقيء في بعض الأحيان.
- يُصبح هناك حساسية زائدة للمنبهات، مثل: الضوء، والضجيج، والرائحة.
- يُفضل المريض الاستلقاء في الظلام والهدوء حتى انتهاء النوبة وزوالها.
- يُمكن أن تكون النوبة مصحوبة بشعور بالتعب، أو العطش، أو فرط التبول، أو الشحوب، التعرق، أو الجوع أو انعدام الشهية.
- يُمكن أن يحصل هبوط في القدرة على التركيز، وشعور بالكآبة، والقلق، والعصبية.
أعراض الصداع النصفي مع الهالة أو الأورة
مرحلة الاورة (اضطراب ادراكي للحواس):-
تظهر الأورة عادةً قبل بداية ظهور الصداع، لكنها قد تظهر في بعض الأحيان خلال الصداع أو بعده، تبدأ الأعراض بالظهور تدريجياً وتزداد مع الوقت وتستغرق أقل من ساعة،
في الآتي أبرز الأعراض المتعلقة بوجود هالة او أورة مع الصداع النصفي:
- اضطراب الرؤية(مثل رؤية أشكال مختلفة، ونقاط مضيئة أو ومضات من الضوء وانزعاج للألوان).
- اضطراب الإحساس(نمنمة في الذراع أو الساق).
انخفاض قوة الجسم في الجهة اليمنى أو اليسرى. - اضطراب في التوازن.
- اضطراب في الكلام أو مشاكل لغوية.
- شم رائحة غريبة.
تشخيص الصداع النصفي
في الغالب لا توجد حاجة إلى أية فحوصات على الإطلاق، حيث يضع الأطباءُ التشخيص استنادًا إلى الأَعرَاض، والقيام بالفحص العصبي الجسدي.
يُشخصُ الأطباءُ نوبات الشقيقة عندما تكون الأعراض نموذجيةً، وعندما تكون نتائج الفحص البدني (الذي ينطوي على الفحص العصبي) طبيعية.
علاج الصداع النصفي
علاج الصداع النصفي
لا يمكن الشفاءُ من نوبات الشقيقة بشكل نهائي، ولكن يمكن ضبطها.
علاج سلوكي لمنع النوبات:-
- النوم المنتظم، يفضل النوم لساعات كافية بنمط منتظم.
- الوجبات الغذائية المنتظمة.
- النشاط البدني المتوسط.
- تجنب المأكولات التي تحتوي على كافيين، وتيرامين (Tyramine)، وغلوتومات أحادية الصوديوم (Monosodium Glutamate)، والنترات (Nitrates).
- الراحة: أخذ قسط من الراحة في غرفة معتمة هادئة عند الشعور بالصداع.
- وضع كمادات ثلج على الجزء الخلفي من الرقبة ووضع شيء يولد ضغط خفيف على أماكن الألم عند الشعور بالصداع.
- سجل النوبات: يشجع الأطباءُ الأشخاص على الاحتفاظ بمذكرة يومية عن الصداع، حيثُ يتم تدوين عددَ وتوقيت النوبات والمُحرضات المحتملة واستجابتهم إلى المُعالَجة، وبتوفر هذه المعلومات، يمكن التعرّفُ إلى المحرِّضات والتخلص منها قدرَ الإمكان.
- أدوية تحول دون تفاقُم الشقيقة وتخفف الأعراض خلال النوبة:-
من أهم العلاجات المستخدمة للشقيقة هي ما يأتي:
- تربتانات (Triptans)
هي أدوية طُورت خصيصًا لعلاج الشقيقية، وهي من نوع ناهضات الناقل العصبي والذي يُدعى سيروتنين (Serotonin)، ومن أنواع الأدوية في هذه الفئة:- اليتريبتان (Elitriptan).
- ناراتريبتان (Naratriptan).
- ريزاتريبتان (Rizatriptan).
- سوماتريبتان (Sumatriptan).
- زولميتريبتان (Zolmitriptan).
- لهذه الأدوية تأثير جيد وفعالية عالية في وقت النوبة.
- الباراسيتامول (Paracetamol).
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non steroidal Anti Inflammatory Drug NSAIDs)، مثل:
- الأسبرين (Aspirin).
- الأيبوبروفين (Ibuprofen).
- النابروكسين (Naproxen).
- ديكلوفيناك (Diclofenac).
أدوية لضبط الغثيان:-
قد يجري استخدام مُضادات معيَّنة للقيء، لتخفيف الصُّدَاع النصفي الذي يتراوح بين الخفيف إلى المتوسط.
يمكن أن تساعدَ السوائلُ التي تعطى عن طريق الوريد على تخفيف الصُّدَاع، وتجعل الأشخاص يشعرونَ بتحسّن، خُصوصًا إذا كان لديهم جفاف بسبب التقيُّؤ.
أدوية للوقاية من نوبات الشقيقة:-
تُستخدَم أدوية أخرى للوقاية من صداع الشقيقة وقد تُقلل من توتر وشدة الأعراض. وهي تشتمل على ما يلي:
- الأدوية المضادة للاختلاج
- حاصرات بيتا Beta-blockers
- حاصراتُ قنوات الكالسيوم
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (مثل إيرينوماب erenumab، وفريمانيزوماب fremanezumab، وغالكانيزوماب galcanezumab)
- مضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات tricyclic antidepressants
من الجدير بالذكر أن الإفراط في إستخدام المسكنات أو الكافيين (في المستحضرات المسكنة أو في المشروبات التي تحتوي على الكافيين) أو التريبتانات، يمكن أن يؤدي إلى نوبات يومية أكثر شدَّة للشقيقة.
يحدُث هذا الصُّدَاعُ، الذي يسمّى الصُّدَاع الناجم عن فرط أخذ الأدوية، عندما تُؤخَذ هذه الأدوية لأكثر من 15 يومًا في الشهر على مدى أكثر من 3 شهور.
الوقاية من الصداع النصفي
يُمكن الوقاية من الشقيقة من خلال:
- الابتعاد عن محفزات الإصابة بالشقيقة.
- علاج التوتر.
- شرب الكثير من السوائل.
- ممارسة الرياضة.
- أخذ قسط كاف من النوم.
- تجنب بعض الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من التيرامين.
- الامتناع عن التدخين وعدم الجلوس مع المدخنين.