السائل السلوي (الأمينوسي) هو السائل الشفاف الذي يحيط بالجنين في الرحم أثناء الحمل.
فإنّ الطفل عندما يكون في الرِّحم يكون داخل الكيس الأمنيوسي، وهو كيس مُكوّن من اثنين من الأغشية، السَّلى، والمشيمة، وينمو الجنين ويتطوّر داخل هذا الكيس، ويُحيط به السائل الأمنيوسي.
في البداية، يتألّف السائل من الماء الذي تُنتِجه الأم، ولكن بحلول الأسبوع العشرين من الحَمل، يتمُّ استبدال هذا بالكامل ببول الجنين، حيث يبتلع الجنين هذا السائل ويُخرجه.
ويحتوي السائل الأمنيوسي أيضاً على مُكوِّناتٍ حيويّةٍ، مثل المواد المُغذِّية والهرمونات والأجسام المُضادة المُقاوِمة للعدوى.
وظيفة السائل الأمنيوسي
يُعدُّ السائل الأمنيوسي مسؤولاً عن:
- حِماية الجنين: يقوم السائل بتوسيد الطّفل من الضّغوط الخارجيّة، حيث يعمل كمُمتصٍّ للصّدمات.
- التّحكم في درجة الحرارة: يقوم السائل بعزل الطّفل والحِفاظ عليه دافئاً والحِفاظ على انتظام درجة حرارته.
- السّيطرة على العدوى: يحتوي السائل الأمنيوسي على أجسامٍ مُضادةٍ.
- تطوير نظام الرّئة والجهاز الهضمي: عن طريق التّنفس وابتلاع السائل الأمنيوسي، ويُمارس الطّفل استخدام عضلات هذه الأنظمة أثناء نموِّها.
- تطوّر العضلات والعِظام: عندما يطفو الطّفل داخل الكيس الأمنيوسي، فإنّه يتمتّع بحُريّة التّحرك، ممّا يمنحُ العضلات والعِظام الفرصة للتّطور بشكلٍ صحيحٍ.
- تعكس كمية السائل السلوي مقدار البول الذي يخرجه الطفل، وهو مقياس مهم للاطمئنان على صحة الطفل.
- التّزليق: يمنع السائل الأمنيوسي أجزاءً من الجسم مثل الأصابع من النّمو معاً، ويُمكن أن يحدث الالتصاق بينها إذا كانت مُستويات السائل الأمنيوسي مُنخفِضةً.
- دعم الحبل السُّري: تمنع السّوائل في الرّحم من أن يتمَّ ضغط الحبل السُّري، ينقل هذا الحبل الطّعام والأكسجين من المشيمة إلى الجنين الذي ينمو.
قلة السائل الأمينوسي (amniotic fluid)
هي قلة السائل الذي يحيط بالجنين في رحم الأم عن المعدل المتوقع بالنسبة لعمر الطفل أثناء الحمل. مما يتسبب بمشاكل صحية للجنين ومضاعفات أثناء الحمل والولادة.
عادةً، يكون مُستوى السائل الأمنيوسي في أعلى مُستوياته حول 36 من الحمل، ويُقدّر بحوالي 1 لتر، وهذا المُستوى يتناقص مع اقتراب الولادة. عندما تنفجر المياه، يُمزَّق الكيس الأمنيوسي ثمَّ يبدأ السائل الأمنيوسي الموجود داخل الكيس بالتّسرب عبر عُنق الرّحم والمهبل.
الأسباب وعوامل الخطر
- التشوهات الخلقية: مثل مشاكل تطور الكلى أو المسالك البولية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إنتاج الجنين كمية قليلة من البول (المكون الأساسي للسائل السلوي عندما يصبح الجنين بعمر 20 أسبوع).
- مشاكل في المشيمة: عدم توفير المشيمة كمية كافية من الدم والعناصر الغذائية للجنين قد يؤدي إلى عدم قدرته على إعادة تدوير السوائل.
- تأخر الولادة: التأخر بما يزيد عن 42 أسبوع، قد يؤدي إلى نقص السائل السلوي نتيجة تراجع في وظائف المشيمة.
- ارتفاع ضغط الدم لدى الأم أو تسمم الحمل.- إصابة الأم داء السكري.
- الجفاف ونقص أكسجة الدم المزمن.
- تمزق الأغشية قبل المخاض: حدوث تمزق في الأغشية المحيطة بالجنين، كالغشاء الأمينوسي أو غشاء المشيمة، مما يؤدي إلى تسرب السائل السلوي بشكل بطيء، أو تدفقه بشكل مفاجئ من المهبل.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- متلازمة نقل الدم من توأم إلى توأم.
- بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مثل الإيبوبروفين)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
- مجهولة الأسباب (Idiopathic).
الأعراض
- تسرب السوائل من المهبل.
- صغر حجم الرحم مقارنة بعمر الجنين.
- عدم أو قلة الشعور بتحرك الطفل داخل الرحم.
- عدم اكتساب وزن كافٍ.
التشخيص
يتم تشخيص قلة السائل السلوي (السائل الأمنيوسي) من خلال:-
- أخذ التاريخ المرضي للحامل.
- إجراء الفحص السريري للحامل.
- الإختبارات والفحوصات مثل:-
1. الموجات فوق الصوتية:
تسمح للطبيب برؤية كلى ومثانة الطفل، تستخدم للتأكد من وجود انسداد في الحالب أو غياب الكلية الخلقي (renal agenesis) أو خلل التنسج الكيسي (cystic dysplasia) من عدمه يستخدم جهاز الموجات فوق الصوتية الدوبلري (Doppler ultrasound) للتحقق من وجود قصور في المشيمة.
2. مؤشر السائل الأمنيوسي (Amniotic fluid index):
هو أكثر أنواع الفحوصات استخداما، يساعد على قياس حجم السائل الأمنيوسي باستخدام تقنية تخطيط الصدى الطبي (ultrasonography)تستخدم الموجات فوق الصوتية لقياس عمق كيس السائل الأمنيوسي وإعطاء قراءة لحجم السائل.
ويتم تشخيص قلة السائل الأمنيوسي إذا كان حجم السائل الأمنيوسي أقل من 500 مل، في الفترة ما بين الأسبوع 32-36 من الحمل.
3. فحص الجيب الرأسي الأقصى (Maximum vertical pocket):
يساعد هذا الفحص على تحديد مستوى السائل الأمنيوسي في أعمق منطق بالرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية. ويتم تشخيص قلة السائل الأمنيوسي إذا كان مستوى السائل الأمنيوسي أقل من 5 سم.
4. الفحص بالمنظار المعقم:
يستخدم للتحقيق من وجود أي تمزقات في الأغشية المحيطة بالجنين.
5. فحص الدم:
إجراء فحص مصل الدم (serum) الأم يساعد على كشف قلة السائل الأمنيوسي ويوضح إن كان الطفل يعاني من مشاكل خلقية كمتلازمة داون أو تشقق العمود الفقري (spina bifida).
6. التحقق من وجود تجاعيد سلوية (amniotic wrinkle):
تستخدم هذه الطريقة للنساء اللواتي يحملن التوائم، حيث يحظى أحد التوأمين بكمية أقل من السائل الأمنيوسي نتيجة حدوث انثناء في الغشاء الأمنيوسي.
العلاج
يعتمد العلاج على مرحلة الحمل:-
– إذا كان الحمل في المراحل الأخيرة (الأسبوع 36 أو 37) تعتبر الولادة أفضل علاج.
– في حالة قلة السائل الأمنيوسي في غير المراحل الأخيرة من الحمل (أقل من 36 أسبوعًا) يتم اللجوء إلى الطرق التالية:
- مراقبة حالة الطفل الصحية، ومناقشة سبب قلة السائل الأمنيوسي، ومتابعة الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية على الجنين.
- يجب أن يتم عمل تخطيط لقلب الجنين بشكل يومي للتأكد من عدم تأثر نبضه، وكذلك تحليل للدم للكشف عن أي التهاب من الممكن أن يحدث.
- المحافظة على الراحة التامة قدر الإمكان.
- يجب العمل على إعطاء الأم حقنتين من دواء الستيرويد، وذلك للمساعدة على تسريع نضج رئتي الجنين، وبالتالي زيادة فرصته في الحياة.
- يجب أن يتم إعطاء حقنة من مضاد حيوي مناسب مثل(الأمبيسلين) كل 6 ساعات لمنع حدوث أي التهاب في الرحم وحول الجنين.
- إذا كان هنالك آلام في البطن أو تقلصات رحمية فيمكن البدء بالأدوية التي تؤخر المخاض.
- النقل السلوي (Amnioinfusion): يتم نقل محلول كلوريد الصوديوم إلى الكيس السلوي عن طريق أنبوب قسطرة داخل الرحمهذا يحافظ على نسبة مثالية من السائل الأمنيوسي ويقلل من فرصة إجراء عملية قيصرية.
- التحويل السلوي للمثانة (Vesicoamniotic shunt): إذا كان يعاني الطفل من اعتلال بولي انسدادي (obstructive uropathy) ينتج عنه قلة في السائل الأمنيوسي يقوم الطبيب بتحويل مجرى البول بهذه الطريقة.
- حقن السوائل: يتم إعطاء حقن من السوائل عن طريق إبرة رفيعة تدخل في بطن الحامل وتصل إلى الغشاء الأمنيوسي (amniocentesis) وتأثير هذه الطريقة يدوم لأيام فقط.
الهدف من كل ما سبق هو كسب الوقت وتأخير الولادة قدر المستطاع، لتقوم الأدوية بتأثيرها في نضج رئتي الجنين ومنع الالتهاب.
لكن إن حدث التهاب أو تأثر نبض الجنين أو توسع الرحم للدرجة التي لا يمكن إيقافها، فهنا يجب العمل على تسريع الولادة بالطريقة المناسبة للحالة حسب وضع الجنين ووضع الرحم، بغض النظر عن عمر الحمل وقابليته للحياة.
المضاعفات
1. خلال النصف الأول من الحمل، نقص السائل الأمنيوسي قد يؤدي إلى:
- انضغاط لأعضاء الجنين مما يؤدي إلى حدوث عيوب خلقية.
- إجهاض للحمل، فقد يموت الجنين خلال 20 أسبوع من الحمل.
- ولادة جنين ميت، عندما يموت الجنين بعد 20 أسبوع من حدوث الحمل.
- الولادة المبكرة.
2. خلال النصف الثاني من الحمل، نقص السائل الأمنيوسي قد يؤدي إلى:
- ولادة قبل الوقت المتوقع.
- نمو بطيء للجنين.
- تقييد نمو الجنين داخل الرحم، مما يؤدي إلى ولادة طفل دون الوزن الطبيعي.
3. خلال عملية الولادة، نقص السائل الأمنيوسي قد يؤدي إلى:
- انعكاس في موقع الطفل، بحيث تخرج مؤخرته أو قدماه من الرحم اولا، نتيجة تقييد حركته داخل الرحم.
- مشاكل تنفسية عند الطفل، نتيجة استنشاقه للعقي (meconium)، وهو أول براز يخرجه الطفل.
- انضغاط الحبل السري، مما يؤدي إلى حدوث تناقص في معدل ضربات القلب، وتراكم لثاني أكسيد الكربون في الدم، وأضرار في الدماغ.- الولادة القيصرية والتعرض لمضاعفاتها.
الوقاية
- استشارة الطبيبة قبل تناول أي أدوية أو فيتامينات ومكملات غذائية أو أعشاب ومستحضرات طبيعية.
- الالتزام بفحوصات ما قبل الولادة وبشكل دوري، لتتمكن الطبيبة من اكتشاف أي مشاكل أو اعتلالات لدى الجنين.
- المحافظة على نظام غذائي صحي، باستشارة أخصائيّة التغذية لعمل برنامج غذائي مناسب.
- الحرص على انتظام سكر الدم خلال الحمل.
- الحرص على انتظام ضغط الدم أثناء الحمل.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.