متلازمة رينود Raynaudis syndrome هي ظاهرة منتشرة تتجسد فى حدوث تضيق فى الاوعية الدموية الطرفية التي تغذي الأجزاء البعيدة من الجسم مثل الأصابع والأنف، مما يسبب الشعور بالوخز أو الخدر والبرودة في تلك الأجزاء نتيجة لعدم ترويتها بتدفق دم كافي. وهي عادة تحدث نتيجة التعرض للبرد بسبب خلل يصيب عملية تنظيم تدفق الدم في الأوعية الدموية الشعيرية، وهي تشمل: إفراز زائد عن الحد للمواد التي تسبب انقباض الاوعية الدموية، ورد فعل مبالغ فيه من الأوعية الدموية لهذه المواد. ويكون انتشارها أوسع في الأماكن الباردة وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة رينود من الرجال.
الأعراض
تتمثل متلازمة رينود بتغير لون الأصابع عبر ثلاث مراحل:
اللون الأبيض الشاحب في البداية، ولذلك لحرمان هذه المناطق من الدم، ويرافق ذلك شعور بالخدر والبرد ثم اللون الأزرق وذلك بسبب استهلاك الأكسجين الموجود في الأصابع وتراكم ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى تلون الدم بلون قريب إلى الزرقة، وقد يكون مصحوبا ببعض الألم أحيانا. وأخيرا اللون الأحمر، تنتهي النوبة بعودة تدفق الدم إلى الأصابع، ملونة إياها باللون الأحمر، دلالة على عودة التروية، ومن ثم تعود الأصابع إلى لونها الطبيعي، مصحوبة بانتفاخ وشعور بالوخز في الأصابع. وأكثر الأماكن عرضة لظهور متلازمة رينود هي أصابع اليدين والرجلين، إلا انها من الممكن أن تظهر في أماكن أخرى، مثل: طرف الأنف، أو داخل صوان الأذن، أو اللسان، أو الحلمات في بعض الحالات النادرة.
الأنواع
1. متلازمة رينود الأولية
تسمى متلازمة رينود المنفردة غير المصحوبة بأي أمراض أخرى متلازمة رينود الأولية، وهذا النمط من المتلازمة يعد أكثر انتشارا بين النساء حيث تبدأ بالظهور في العقد الثاني أو الثالث من العمر وتكون النوبات منتظمة ويكون الأمر أسهل إذا لا يكن مصحوبًا بتقرحات. ولا يكون لدى المرضى أي شكوى تشير إلى وجود أمراض أخرى وتكون نتائج فحوصهم الجسدية سليمة تمامًا، كما أن ترسب الدم يكون طبيعيًا دون وجود علامات مخبرية مناعية.
أسباب متلازمة رينود الأولية
عندما يكون الجو باردًا يحاول جسمك الحفاظ على الحرارة حيث تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في إبطاء تدفق الدم إلى المناطق الأبعد عن قلبك، ويديك، وقدميك.
وللقيام بذلك تضيق شبكة الشرايين الصغيرة التي تنقل الدم إلى تلك النقاط ، مما يؤدي إلى إبعادها عن بشرتك وهذا ما يسمى الاستجابة
الحركية.
إذا كان لديك رينود فإن هذه الشرايين تتقلص أكثر من المعتاد وأسرع من الطبيعي حيث يمكن أن يجعل أصابعك وأصابع قدمك تشعر بالخدر وتغيير اللون إلى الأبيض أو الأزرق، ويستمر هذا عادةً حوالي 15 دقيقة.
عندما تسترخي الشرايين ويعود جسمك إلى الدفء تشعر أصابعك بوخز وتتحول إلى اللون الأحمر قبل العودة إلى وضعها الطبيعي.
2. متلازمة رينود الثانوية
آلية الإصابة بمتلازمة رينود الثانوية مشابهة للأولية، لكنك تحصل عليه نتيجة مرض آخر.
أسباب الإصابة بمتلازمة رينود الثانوية
- أمراض النسيج الضام:- إذا كنت مصابًا بتصلب الجلد وهو مرض نادر يتسبب في تصلب بشرتك وتندبها، فمن المحتمل أن تكون مصابا بمرض رينود، كما تزيد احتمالية الإصابة بمرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة سجوجرن.
- مرض الشريان:- وهذا يشمل تصلب الشرايين، أو تراكم الترسبات في الأوعية الدموية التي تغذي قلبك، أو مرض بورغر الذي يُسبب التهاب الأوعية الدموية في اليدين والقدمين، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الأولي والذي هو نوع من ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر على الشرايين في رئتيك.
- متلازمة النفق الرسغي:- الضغط على العصب الرئيس في يدك يمكن أن يسبب خدرًا وألما ويجعلك أكثر حساسية للبرد.
- عمل متكرر أو اهتزاز:- يمكن أن تتسبب أي حركة تقوم بها مرارًا وتكرارًا، مثل: الكتابة، أو العزف على البيانو، في الإصابة، وكذلك استخدام الأدوات التي تهتز، مثل: آلات ثقب الصخور في الإصابة أيضًا.
- التدخين:- حيث يضيق التدخين الأوعية الدموية.
- – الإصابات:- تشمل الأضرار التي لحقت بيديك، أو قدميك نتيجة الكسور أو الجراحة أو قضمة الصقيع.
- – أدوية معينة:- وتشمل هذه علاجات ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات بيتا، وأدوية الصداع النصفي، وبعض أنواع العلاج الكيميائي والأدوية التي تضيق الأوعية الدموية، مثل: أدوية البرد التي لا تستلزم وصفة طبية.
بالإمكان الحد من الأعراض وذلك عن طريق:-
- الوقاية من المحفزات: تجنب التعرض للبرد والتوتر قدر الإمكان.
- اتباع نمط حياة صحي: يشمل ذلك الإقلاع عن التدخين، تقليل الكافيين، وممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز تدفق الدم إلى كل الأطراف.
- التزام الأماكن الدافئة أثناء فصل الشتاء.
- ارتداء القفازات في الطقس البارد.
- استعمال القشة أو الأكواب المزودة بيد عند تناول المشروبات الباردة.
- عند تدفئة الأصابع بعد تلونها، يغفضل تعريضها إلى حرارة معتدلة عوضاً عن الحرارة العالية، كما يفضل تدفئتها بالقفازات أو الماء الفاتر عوضاً عن المدفئة أو التعرض المباشر للنار والحرارة، وذلك لتجنب الانتفاخ في الأصابع.
- يفضل تجنب الانتقال المفاجئ بين درجات الحرارة القصوى، كالانتقال من مكان شديد البرودة إلى مكان شديد الدفء.
- ينصح بإبقاء اليدين في الجيوب عند المشي في الطقس البارد بشكل مستمر.
- توجيه مدفئة السيارة إلى اليدين عند القيادة، حيث أن قيادة السيارة أثناء الشتاء تؤدي إلى برد اليدين وبالتالي الإصابة بالأعراض.
- تشغيل التدفئة في السيارة لبضعة دقائق قبل الركوب بها في الأيام الباردة، إذ أن مقود السيارة، خاصة إذا ما كان مكسوّاً بالجلد، هــو مـن أبـرد الأجزاء داخل قمرة السائق.