تصحيح مفاهيم: نظرة ازدراء

|

تصحيح مفاهيم نظرة ازدراء

لقد خلق الله البشرية وجعل منها ذكراناً وإناثاً، قال تعالى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى}.

وخص الله الرجال بأمور هم أقوى وأنفع لها، وجعل للنساء أموراً هي أنفع وأنقى وأبهى لها، ولكل دوره وواجبه ومميزاته. فمثلاً: جعل الله القوامة للرجل وخصه بها، في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}؛ لأنه الأقوى جسدياً ومعنوياً وعقلياً، وجعل القرار في البيت للنساء، فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}؛ لأنه أتقى لهن وأنفع لطبيعتهن، وأسلم لقلوبهن وعفتهن، وحفاظاً عليهن من كل ما يؤذيهن.

ولقد أمرنا الله جميعاً بعبادته وحده لا شريك له؛ فأوجب علينا عبادات ونهانا عن المعاصي والمنكرات، كلنا في الأمر والنهي سواء ذكراً أو أنثى، ولا فضل ولا تفاخر لأحد على الآخر لمجرد جنسه؛ لكن الأتقى هو الأفضل والأكرم عند الله، كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

ومن هنا؛ فالشريعة الإسلامية لم تزدري الأنثى، ولم تقلل من شأنها، ولا حتى طالبتها بما هو شاق عليها وعلى فطرتها الأنثوية، فهذه الأفكار الغاشمة، من ازدراء البنات وغيرها، لم ولن يأتي بها الإسلام يوماً!

إنما الغرب الذي جاء بهذا العبث، فهم يعتبرون الأنثى مجرد أداة لإفراغ أهوائهم وشهوتهم البهيمية، ويدفعون بها لمناطحة الرجال في كل مكان، والمسكينة لا تعلم أنها تطالب بهلاكها في مساواتها بالرجال، وإلا فكيف ستصبح الأسرة إن كان الرجل والمرأة يعملان في الخارج طوال النهار؟ ومن سيتكفل بالمصروف؟ ومن لتربية الأطفال؟ سيختل التوازن الأسري لا شك، وستبدأ مشاكل الندية والتفضيل. فمن رحمة الله أن جعل للرجال واجبات تختلف عن الأنثى، وكل يصب في مصلحة الآخر.

فكره البنات واحتقارهم عادة جاهلية، وسلوك سيء، باعتقادهم الفاسد أن البنت سبب لجلب العار. الغرب أخذ هذه الفكرة، وتبناها وتمسك بهذه العادات الجاهلة، وألبس تهمة الازدراء بالإسلام. عجباً!!

وللأسف شعوبنا الإسلامية تشربت هذه الأفكار حد التصديق بصغيرها وكبيرها، وتساهلت حقاً في وأد مشاعر الأنثى طيلة حياتها، والكثير يغتم ويهتم كلما بُشِّر بالأنثى!

{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}

بالله أسمعوهم قول حبيبنا رسول الله ﷺ حينما قال: “لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ، فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ”. وقال ﷺ: “من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها ـ يعني الذكر ـ أدخله الله بها الجنة”.

أسمعوا العرب والغرب أن الإسلام كرم المرأة وأن رسولنا أمر أمته بالاهتمام بالبنت سواء في الصغر وفي الكبر. عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ﷺ: “ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار” رواه الطبراني وصححه الألباني.

والأحاديث كثيرة في هذا الباب، وفيها تأكيد النبي ﷺ على حق البنات على آبائهم أو من يقوم على تربيتهن، وذلك لما فيهن من الضعف غالباً عن القيام بمصالح أنفسهن، وليست القضية طعاماً ولباساً، بل أدباً ورحمة، وحسن تربية واتقاء لله فيهن.

فيا أيها الآباء والأمهات، ويا من ابتلي بشيء من ظلم البنات والنساء، توبوا إلى الله من صنيعكم هذا بازدراء النساء والبنيات، فعند الله لا مفر ولا مهرب، وعند الله تجتمع الخصوم، فلا يكن خصمك ابنتك أو أختك أو زوجتك أو أمك، الله الله في النساء، وكما قال رسول الله: “استوصوا بالنساء خيرا”.

الله الله في النساء الصالحات.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة