الحجاب قبل الإسلام

|

الحجاب

نجد الكثيرين اليوم ينظرون إلى الحجاب نظرة دون ونفور، وأنه ظلم للمرأة واضطهاد لها. وقد أخذ الإعلام دوره هنا على أكمل وجه، وأصبح منصة لكل ذي فكر ساقط ينشر فيه خبثه وسمه للمجتمع المسلم؛ حتى صرنا نرى بناتنا يخافون من ارتداء الحجاب بسبب نظرة المجتمع إليها، أو تخاف ارتداء النقاب لكثرة ما شوهوا صورته وهو والله لباس الرقي والنبل والرفعة، وعلى مرّ العصور الفائتة كلها؛ كلما ازدادت مكانة المرأة، كلما ازدادت ملابسها احتشاماً وستراً وعفة.

 فلا تلقي بالاً يا صغيرتي لهؤلاء الجهلة، وسارعي لحجابك معتزة مفتخرة. ثم دعينا نلقي نظرة على تاريخ الحجاب قبل الإسلام، وكيف كان يُنظر إليه في الأمم السابقة:

فأول دليل وجد على الحجاب كان في القانون الآشوري الأوسط، ويرجع تاريخها ما بين 1400 و1100 قبل الميلاد. وقد نصت هذه القوانين على منع ارتداء الغانيات للحجاب، ومن تفعل ذلك منهن تواجه عقوبات قاسية، بينما يسمح للنساء الحرائر ارتداءه.

أيضاً، كان الحجاب شائعاً في اليونان القديمة ما بين 550 و323 قبل الميلاد، فكانت النساء ذوات المكانة العالية والشريفات في المجتمع اليوناني؛ يرتدين ملابس تخفيهن عن أعين الرجال الغريبين.

أما الرومان، فكانت تغطي المرأة رأسها عندما تتزوج؛ دلالة على أنها خالصة لزوجها فقط، حتى يحكى أنه في عام 166 قبل الميلاد قام القنصل سولبيسيوس جالوس بتطليق زوجته لأنها تركت المنزل وشعرها مكشوف، ويظهر أن غيرته تفوق غيرة بعض رجال المسلمين اليوم!

أما فيما تلي من التاريخ لعدة قرون؛ كانت نساء أوروبا يرتدين الحجاب الذي يغطي شعرهنّ بالكامل، وكان يختلف من بلد إلى آخر، ففي إيطاليا كان الحجاب بغطاء الوجه أيضاً وكان يغطي الوجه كاملاً باستثناء العينين، واستمرَّيْن في ارتداءه إلى السبعينيات، وقد أرفقنا صوراً للنساء في عصور مختلفة بحجاب ومنهن من تغطي وجهها كاملاً حتى فتحة العين غير موجودة.

هذه الحقيقة إنما تثبت أن الحجاب إنما هو فطرة قد جاءت الأديان بحفظها وصيانتها، ولكن في زمن انقلبت فيه الحقائق، وشُوِّهت فيه الفطرة، وخُدع الناس بالعبارات الرنانة والمصطلحات التي تخفي تحتها من الشر والخبث؛ ما يذكرنا بكلام الله عز وجل عن شدة مكر هؤلاء: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.

فكيف استطاعوا نزع غيرة الرجل على أهل بيته بهذا الشكل الذي تشمئز منه النفوس؟ كيف أصبح يمشي الرجل مع امرأته وهي ترتدي من الملابس ما يفصلها تفصيلاً، ولا يحرقه قلبه لنظر الرجال إليها؟ بل أصبحنا نرى قليلي المروءة ممن يأمرها هو بنزع الملابس الساترة وارتداء الضيق الواصف، فيال القبح! أي حال هذا؟ أكاد لا أشك أن هذا العصر من أسوء العصور التي عُصي الله فيها بالتبرج والسفور.

وأنتِ، ألا تغارين على نفسك يا غالية؟ ألا تشمئز نفسك عندما ترين أنك معروضة لكل قاصي وداني، ومنهم السفيه والبذيء والساقط والفاجر والفاسق؟ ألا تشعرين بظلمك لنفسك حينما ترين نظراتهم إليكِ ويرون منك ما أمرك الله بحفظه وصيانته لمن هو أهل له؟ لقد جعلك الله درة غالية نفيسة، فهل تضعين من نفسك وتدنيها هكذا؟ هل يفعل هذا عاقل؟

هلا تتفكرين في حالك قليلاً يا أخيتي؟ لا تسيري كما البقية عمياء القلب، أغلقي أذنيك عن نباح النسويات الخائبات، ونعيق العلمانيين الفاسقين، أغلقي عينيك عن إعلام خبيث أفسد عليكِ فطرتك وبدّل لكِ الحقائق. أعطانا الله عقلاً لنبصر به ونعرف حقيقة الأمور، اصدقي الله وابحثي عن الحق ولا تترددي، وإني على يقين أنكِ ستصلين إليه بإذن الله.

استودعت الله قلبك، أناره الله بنوره، وساق إليكِ أنوار البصيرة، ورزقك العمل بما يرضيه وإن كان شديداً على نفسك.

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة