بالحياء أنتِ الأجمل

|

بالحياء أنتِ الأجمل

اللباس الساتر وحده لا يكفي، النقاب ليس كل شيء، أين الحياء؟

كثير من النساء في واقعنا الإسلامي في شتى بقاع الأرض، تظن أنها إن لبست النقاب وغطت نفسها بالسواد فقد حققت الالتزام؛ فتذهب هنا وهناك، ويعلو صوت ضحكاتها في الواقع والمواقع، تمازح الرجال في العام بلا أدنى حياء، وما خفي في الخاص أعظم.

تخالط الرجال في الأماكن العامة وتزاحم الشباب في الطرقات دون أدنى حاجة، تتمايل بمشيتها يمنة ويسرة، رائحة عطرها تسلب العقول، تجادل البائع والسائق والأستاذ بصوتها الناعم الرقيق.

تظنّ أنها حققت التقوى، بما أنها ملتزمة بحجابها الشرعي كاملاً، والمسكينة لا تعلم أنها تكاد أن تفتن الرجال أكثر من المتبرجات أنفسهن! وربما بتصرفاتها هذه تفتن حتى بعض الشباب الملتزمين.

أين الحياء يا أخية؟ أين العفة؟ بل أين الأنوثة وأين الالتزام منكِ؟

إنما الحياء تاج المرأة ورأس مالها، فالمرأة عارية بلا حياء وإن سترت نفسها من رأسها لأخمص قدميها. الحياء عفة وزينة للفتاة، الحياء شعبة من شعب الإيمان، تزداد المرأة رفعة كلما ازدادت حياءً. يا أمة الله الحياء خير، ولا يأتي إلا بخير.

ولقد خلّد الله ذكر الحياء في القرآن لعِظَم منزلته؛ فقال تعالى: ﴿تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾. نعم، حتى المشي فيه حياء.

من النفاق أن نُصلح ظواهرنا ونترك الباطن فاسدًا، ومن الغباء والعار أن نُقنع أنفسنا بأن الإيمان في القلب ولا علاقة للجوارح بالأمر كما تدعي بعض المغنيات والراقصات، وهي بكامل لباسها الفاضح، بأن أعمالها الساقطة ولباسها الفاتن لا علاقة له بالإيمان، لأن الإيمان في القلب! ولا تغرنك بحديثها مهما كان يقطر شهدًا، فوالله لن تنفعك يوم القيامة لاهي ولا مثيلاتها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”. صلاح العمل مرتبط بصلاح القلب، وفساده مرتبط بفساده، يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: (القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيها إرادة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم فلم تتحرك إلا لله عز وجل، وبما فيه رضاه). ويقول أيضًا: (ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح حركات الجوارح).

قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “التقوى هاهنا” وأشار إلى صدره ثلاث مرات؛ يعني في القلب، فمتى صلح القلب استقام البدن.

معاذ الله أن نقلل من شأن اللباس الساتر، لكن التقوى ليست منحصرة في اللباس الشرعي فحسب، والحياء لا يقف عند الستر. فالابتعاد عن الأماكن العامة وأماكن تواجد الرجال حياء، ومن الحياء خفض الصوت وعدم التمييع، وقلة الحديث مع الرجال الأجانب وأمامهم إلا بحاجة، ومن الحياء السير باستحياء وعدم التمايل والتغنج سواء قولًا أو فعلًا. ومن تمام الحياء غض البصر وعدم التطيب بشتى أنواع الطيب، وقد نهى صلى الله عليه وسلم المرأة عن استعمال الطيب حال خروجها؛ فقال: “أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية”.

القلب يؤمن والجوارح تعمل وتصدق، وكما قيل حشمة الروح أصل العفاف. فلو فطنتِ ضوابط وشروط اللباس الشرعي وتفقهتِ في الحياء؛ لاستقبحتِ هذه التصرفات.

وهذه الشروط يجب أن نحفرها في قلب كل فتاة مسلمة، مقرونة بالعفة والحياء؛ ظاهرًا باللباس وباطناً بالحركات والسكنات:

  1. أن يكون ساترًا لجميع البدن.
  2. ألا يشبه لباس الرجال ولا الكافرات.
  3. أن يكون واسعًا فضفاضًا، ليس ضيقًا بحيث يصف الجسد، ولا شفافًا بحيث يُظهر ما تحته. 
  4. ألا يكون معطرًا.
  5. ألا يكون لباس شهرة.
  6. ألا يكون في نفسه زينة فاحشة ملفتة للأنظار.

فالرباط الرباط على ثغر العفة والحياء يا فتيات الإسلام، فالحياء للمرأة بمثابة صمام الأمان، وحارس لها من السقوط في المهالك.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة