لقد تم نسف الفطرة عندما جعلوا إطالة الأظافر، أو تركيبها؛ من الزينة، وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام أن تقليم الأظافر سنة من سنن الفطرة فقال: “الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ”.
المرء الطبيعي ذو الفطرة السوية، يستقذر إطالة الظفر كثيراً؛ لأنه لا شك أنه تكثر الأوساخ وتختبئ الجراثيم والفطريات تحت الظفر الطويل؛ مما يسبب الأذى للشخص ذاته إذ تدخل فاه لو أراد تناول الطعام، أو تسقط في الطعام ذاته إن مسه بيده؛ مما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض في جسده، وكذلك لو ناول الطعام لشخص آخر، فربما يتسبب في أذيته وهو لا يدري!
وعدم تقليمها لا شك ينافي النظافة ويضادها. وقد قيل في الوقاية من مرض (فطريات الأظافر) الذي يصيب الأظافر نتيجة إهمال الأوساخ المتراكمة تحت الأظفار، وعدم تنظيفها بالتقليم والغسل: (ولأن الوقاية خير من العلاج، فيجب الحرص على تقليم الأظافر باستمرار، للتخلص من العفونات والفطريات والاوساخ، التي تسبب انتشار عدوى فطريات الأظافر).
فتقليم الأظافر فِطرة، وخصلة من الدين، ونظافة ديناً وعرفاً وطباً. وقد حث النبي عليه السلام على تقليم الأظافر، وأن سنن الفطرة ومنها التقليم لا يجب إهمالها فوق أربعين يوماً.
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: (وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) رواه مسلم. قال النووي رحمه الله: (فَمَعْنَاهُ لَا يُتْرَكُ تَرْكًا يَتَجَاوَزُ بِهِ أَرْبَعِينَ لَأَنَّهُمْ وَقَّتَ لَهُمُ التَّرْكَ أَرْبَعِينَ).
وقد نهى الرسول عن إطالة الظفر أو تركيبه على حد سواء؛ لأن فيه تشبُّه بالكفار وأهل الزيغ والضلال، وقد تمنع من وصول ماء الوضوء لمقدم الإصبع، وكذلك فيها تشبيه بالحيوانات والوحوش ذوات المخالب.
وهذا الفعل القبيح من خصال الحضارة الغربية المقززة ديناً وعرفاً؛ فهلّا أعدنا للفطرة خصالها؟ وأنَّى لنا أن نرفع شعاراتنا الإسلامية فوق كل شعار؟ حُقَّ لنا رفعها والله والدفاع عنها وهدم كل ما يعارضها. ألم يأن للذين آمنوا أن يعتلوا بإيمانهم ومبادئهم وقيمهم الإسلامية؟ وإلا فسلام على المؤمنين إن ألفوا انتكاس الفطر!