تصحيح مفاهيم: التباهي بالوباء!

تصحيح مفاهيم التباهي بالوباء

هل سمعتم بسقيم يتغنى بالمرض، أو بطالبٍ يتباهى بما رسب، أو بامرئ يتزين بالفساد، هل رأيتم ممسوساً يتفاخر بمسه؟ أو مهزوماً يثني على خصمه؟

مهلاً، لا تتعجبوا كثيراً؛ فهذه حقيقة وليس ادعاء! هذا حال مجتمعنا الإسلامي، حينما تفاخر بالتسمي بأسماء الغرب، أسماء المشاهير والفسقة، ولُقِّب بألقابهم الماجنة والقذرة! لقد آثر السقم على التعافي، والعمى على الإبصار، وجعل أقصى اهتمامه تلك الشهرة الشهوانية، لقد عبدت من دون الله. يتهاون ذاك المسكين بانتقاء أشنع الأسماء وأثقلها على اللسان؛ لماذا؟ أترجو ودهم يا مسلم؟ أم تطمح للوصول لفسقهم الذي وصلوا إليه؟ أم هو انسلاخ من الدين وكره فيه؟ أم حب التشبه بمجونهم وسفاهتهم وانحلالهم؟

ولربما كان المرء جاهلاً، فلا أراد هذا ولا ذاك؛ ولكنهم دخلوا جحر الضب، فأعيته نفسه إلا أن يلحق بهم ولو زحفاً! ذاك وباء التقليد الأعمى.

ينتقي أحدهم اسم مولوده، ذكراً كان أم أنثى، مثل اسم مطرب، أو موسيقي، أو فاجرة، أو حتى اسم لاعب كرة مشهور، أو راقصة، أو ..أو..، وخذ سقطات وسخافات لا نهاية لها، دون أن يُحمّل أحدهم نفسه الرجوع لأصل الاسم، وما يحمل من معاني غبية وخبيثة ومقرفة، وحتى أسماء كفرية بعض الأحيان! يا للعار يا أمة الإسلام، ما هذا الانحلال، وما هذا التبلد الذي أصاب عقولكم فأوقفها عن العمل، وجعلها تشعر بعدم الاعتزاز بأصحاب الدين والرجولة من صحابة وأنبياء؟ بل الشعور بالعار والخجل إن كان في العائلة اسم ينتمي للإسلام!

أصبح المسلم يستحي من أن يختار لأولاده اسماً من أسماء الأنبياء والصحابة والتابعين؛ بل يسمي طفله باسم نبي مثل (يحيى) ليس حباً بنبي الله يحيى؛ ولكن من أجل مشهور أو ممثل قذر تسمى بهذا الاسم. نمشي في شوارعنا، وبين مجتمعنا الإسلامي ونسمع فلان ينادي: أليسا، ميليسا، هيفا، ماسة، كرستيانا،  رفيف، إيلين، مايكل، جورج، وغيرها….

نسمع أسماء غريبة عجيبة، لا تمت للإسلام بصلة؛ بل ونسمع من يتسمى بأسماء الحيوانات! ويرفعون رؤوسهم شامخة بهذه السخافة؛ بينما يرتعد أحدهم لو سمع فلاناً قد سمى مولوده، أو تكنى باسم نبي أو صحابي، أو عُرض عليه اسم إحدى زوجات النبي أو زوجات أصحابه، ليسمي ولده او ابنته؛ فتراه يتذمر ويتضجر، ساخراً مشمئزاً، وهو مسلم.
يالسخافتنا! أهان علينا وأد أسماء صحابتنا الكرام، الذين بذلوا الغالي والنفيس لإعلاء الدين، وأصبح الفخر كل الفخر بحضارات الغرب بمجونهم وتفاهة وشناعة مسمياتهم؟
أواهٍ يا أمتي، كثرت الأوبئة، وقل العلاج، وتوانى الأطباء.

تفشى الوباء في مجتمعنا، حتى استُبدل الانحطاط بالكرامة، والأدنى بالأعلى؛ فجعلوا الارتقاء والتحضر في انتقاء أسماء الماجنين والسفهاء، والقبح والسخافة في مسميات الإسلام والصحب الكرام!

ليعلم كل منا أنه مسؤول يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة، ولن تضيع مثقال ذرة خيراً كانت أو شراً على حد سواء. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم”. وأفضل الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، لما روى مسلم في صحيحه: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَن”.

والآباء مأمورون شرعاً بتسمية أبنائهم بأسماء حسنة وتربيتهم ورعايتهم. جاء في شعب الإيمان للبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه”. وقال: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” متفق عليه.

ثم إنه ينبغي على المسلم أن يحرص على تسمية ابنته وابنه بأسماء لها معانٍ حسنة، ويدل على هويتهم الإسلامية.

بالله يا مسلمين أعيدوا للإسلام هيبته ووقاره في قلوبكم وعاداتكم، واعتلوا بالقيم والأخلاق التي تدل على انتمائنا لهذا الدين العظيم، وسحقاً لحضارة الغرب المزعومة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة