لا سلام بين الكفر والإسلام، إنها حربٌ على العقيدة إلى يوم الدين!

“رُويَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ قَالُوا : الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ” صححه الألباني في صحيح أبي داود .

عندما كنا صغاراً، أطعمونا الذل إطعاماً، وأسقونا كأس الهوان، أغرقونا في بحر السلم مع ملل الكفر أجمع، حتى ظننا أن هذه هي الحياة بكل بساطة، مجرد “سلام يعم بلاد العرب والعجم” لا حاجة للقتال والنزاع وهدر الدماء، والوحشية….

كان يمر على أسماعنا هذا الحديث؛ فنقول سبحان الله! إذاً ما أقل الشهداء في عصرنا هذا؛ لأننا كنا نظن أن زمن الحروب بين الإسلام والكفر قد انتهى بوفاة النبي صلوات ربي وسلامه عليه، كنا نتسائل ومن سيموت الآن غرقاً! بعد كل هذه السفن الحديثة؛ بل ومن ستنتهي حياته تحت الهدم بعد كل هذه الأبنية الشاهقة، والتطور في البناء! كنا نستبعد حتى أن يكون هناك “حرب” وأنه سيكون هناك شهداء في سبيل الله! ما زالت الحروب منتهية كما أوهمونا، فكيف يكون هناك شهداء، ولماذا يقاتلون؟ نعوذ بالله.

حقاً كنا غارقين في بحار مدَّعين الإنسانية الجوفاء، ممثلين الإسلام، ومخرجين مسلسل السلام؛ بل وكنا نحن العرب مصدقين كل تلك الادعاءات. وما إن تسعّرت نيران الحروب؛ اشتعل بغض النصارى وشرذمة المشركين واليهود، وامتلأت قلوب الرافضة حقداً على المسلمين على مر الأزمان والعقود، فتكالبت ملل الكفر من كل حدب وصوب، مستحلين سفك دماء المسلمين، وسلب أموالهم، والتنكيل بأطفالهم ونسائهم، والسبب؟

{وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.

الآن وفي السنوات الماضية، وفي شتى البلدان؛ ذاق المسلمين كل أنواع الشهادة، فمنهم من مات غرقاً، ومنهم حرقاً، والكثير يقتلون تحت الهدم بسبب القصف الهمجي الدامي، وتُقتل المرأة مع وليدها الذي لم يولد بعد، وكم من مسلم قتِل بمرض الطاعون، وكذلك مرضى البطون، وآخرون يُقاتلون فيُقتلون في سبيل الله.

فالآن أمة الإسلام تعيش هذا الحديث واقعاً، تقشعر الأجساد، ويحتار الفؤاد من هول ما يقع؛ ولكن عزاؤنا في ذلك البلاء العظيم، قوله صلى الله عليه وسلم: “وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد”، وهذه أكثر أسباب القتل في زمننا هذا، على يد أقذر وحوش بشرية عرفها التاريخ. فلله درُّ الشهداء الذين قُتلوا حرقاً وغرقاً وتحت الهدم. والله نسأله أن يرينا في ملل الكفر عجائب قدرته. اللهم برداً وسلاماً.

أخيراً: لمن ابتلاهم الله بهذا البلاء، فاصبروا وصابروا ورابطوا على التوحيد، ونادوا بعالي الصوت: لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاهم في السعير.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة