جعل الله رمضان شهرًا تُغسل فيه قلوبكم، وترتقي فيه أرواحكم، وتعلو محبتكم عند ربكم. سأخبركم بأشياء من صميم قلبي وبما خططه عقلي ونوت نفسي؛ لننهل من هذا الشهر المبارك بإذن الله. وبسم الله نجدد العهد.
هذا شهر كفيل بأن يجدد الإيمان ويرسخ كلام الرب المنان في قلب الإنسان، وخير ما يفعله المرء فيه هو مصاحبة كتاب الله، والصلاة بخشوع وتلذذ، ومعرفة الرحمن.
التشتت ليس جيدًا؛ إذ يتعب العقل ويثقل الروح. وليس إحسان العمل بكثرته؛ بل بإتقانه وأثره. لذا؛ سأقترح عليكم عدة أشياء، أنصح بعدم إضافة غيرها، وأنْ تعطوها كامل تركيزكم ووقتكم الذي حددتموه للعبادة.
النية:
انووا بكل شيء تفعلونه، في هذا الشهر؛ بل في كل الأيام، أن تكون نيتكم لله. مثلاً؛ كذهابك للعمل من أجل أهل بيتك، وكوقوفكِ في المطبخ وإعداد الإفطار، تنوين به إفطار صائم، وانظري كم عدد أفراد أسرتكِ، كم صائمًا ستفطرين؟ وإن تكلمنا على الأجر فلن ننتهي. وتستطيعون وضع أكثر من نية للفعل الواحد.
الصلاة:
صلتك بربك. أياً كانت، نحتاج أن نعمل عليها. لذا؛ أوصي بأن نقرأ كتاب “أول مرة أصلي” للدكتور خالد أبو شادي، جزءًا بسيطًا منه كل يوم، ونطبقه في القيام والفروض، وكل بيومه ثم ننتقل إلى جزء آخر وهكذا.
القرآن:
لا أعلم ماذا أقول غير أن تجعله رفيقك سماعًا، قراءة، تدبرًا ومدارسة. أنصح بأن تحددوا سورة واحدة، أي سورة تروق لكم، وتدبروها فقط وعيشوا معها، ومن ينتهي ينتقل إلى أخرى. ولا يكن همكم الكثرة؛ بل الأثر.
معرفة الله:
لتعظم الله في قلبك ويعظم حبه في جوارحك، فتتلذذ بالمناجاة. ومعرفة الله خير معين في الطريق وبذل العتيق. لذا؛ اختر كم اسمًا أو صفة وتدبرهم. وهنا سأقول لك استمع، لن يأخذ الاسم أكثر من ساعة؛ ولكنه سيترك في نفسك الكثير.
وآخر شيء:
تبسمك في وجه أخيك صدقة، وإدخال السرور على قلب مسلم يحبه الله، ويدخل هذا تحت بند المعايدة. كقولك “رمضان مبارك” وإتباعه بكلام طيب ودلع لاسم من تخبره وهكذا.
والسلام يا أبناء الإسلام.