سلسلة تصحيح مفاهيم: أحليلة أم خليلة؟

|

لقد أصبح مجتمعنا مرعباً في كمية تأثره بالفكر الغربي المنحرف، باتت الفطرة ممسوخة مسخاً مقرفاً، فلا يكاد المرء يستوعب هل هذا الأمر حلال أم حرام، طيب أم خبيث، لا يهتم ان كان بِراً أو فجوراً، لا داعي لكل هذا؛ إنما المهم عنده كيف يصنع الناس، وكيف هي العادات والتقاليد، وكيف هي نظرة الأغلبية لذاك الأمر.

المسكين يقيد حياته على حسب الموضة وقول العامة، ولا يلتفت بتاتاً لقول الشرع، يطمس حتى فطرته، ويعمي بصره، ويجمد عقله فداء للأفكار والعقائد الشيطانية التي بثها الغرب للطعن في خاصرة مجتمعنا الإسلامي، بدعاوى جوفاء لا تمت للكرامة بصلة، شغلهم الشاغل، وشعارهم الأوحد: إشعال الحرب بين الرجل والمرأة على الدوام، تحت عناوين فاشلة، تارة بالمساواة، وتارة بتخوين الرجل إنْ تزوج بثانية، وتارة بتحرير المرأة، وتارة باستقذار خدمة الزوج وأهله، وتارة بالتشكيك في الإسلام، واتهام الشرع بظلم المرأة، وازدرائها، عجباً!

إن المؤمن الفطِن صاحب الفطرة النقية، إن عُرض عليه أمر؛ نظر لقول الشرع فيه، ثم يحكِّم قلبه وحياته على هذا النهج القويم، ويقوّم هذا الاعوجاج الحاصل من دنس الغرب، لا ينظر لعادات وتقاليد جاهلية عاطفية؛ بل لا يهتم لما قيل أو سيقال عنه. يجب علينا أن نجاهد المجتمع بإبطال سحر العادات والتقاليد، وذلك بالعمل بما جاء به الشرع، رغم كيد السحرة الذين سحروا المجتمع بهذه الأفكار النتنة، وسحرهم أنواع ومكائد لا نهاية لها، ومنها حينما عظموا قضية التعدد، وجعلوها خيانة لا فيها مغفرة ولا وقاية، ألبسوها لباس الجريمة، والرجل هو القاتل، والزوجة مجني عليها، والزوجة الثانية أداة الجريمة!

يكاد صدى صوتهم ينادي: إن شئت أن تتزوج أيها المعتوه الظالم؛ فلتخبر زوجتك قبل البدء بجريمتك النكراء، فإن شاءت؛ قبلت بقتلها -وأي مجنونة ترضى بقتلها-، وإن أبت؛ فإياك أن تُقبل؛ وإلا فلك السجن والعذاب والويل والطلاق، والكيد كل الكيد إن لم تسمع به، فستلقاه حقيقة {إن كيدكن عظيم}، فلها الخيار في مدى عقابك ونوعه!

أو إن كنت لا بد مغرماً بالنساء يا هذا؛ فاصحب وصاحب خليلة تهواها عن بعد؛ فهي أهون من الحليلة التي تصحب العار لنا!

هذه الأفكار حقاً يزرعونها ويروجون لها حتى تشربتها مجتمعاتنا، وأصبح من العار أن يتفوه المتزوج بالزواج بثانية! فكيف بامرأة مسلمة ترضى بأن تسقط نفسها في سحرهم هذا؛ بل كيف يهون على قلبها أن ترضى الحرام على زوجها، وتحارب الحلال لئلا يقال تزوج عليها! فمن أنتِ أمام زوجات الأنبياء والمرسلين لئلا يتزوج عليكِ؟

إنما الدنيا ابتلاء، فإن ابتلاك الله بهذا؛ فلا تحملي الأمر أكثر مما يستحق، ولا تتركي بيتك وتهدمي أسرتك لأجل زواجه، لا تجعليهم يتحكمون بأسرتك وبيتك، والله أنتِ الخاسرة إن لم تصبري وتحتسبي الأجر عند الله، قارني بين الحليلة والخليلة؛ أيهن أقسى على نفسك؟ زِنيها بميزان الشرع والفطرة، وليس بميزان العاطفة والتقاليد العمياء..

يتبع..

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة