آلام الذنوب الماضية لا تفارقني، وتسبب لي تعبا نفسيا شديدا

|

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الحمدلله ملتزمة، ولكن آلام الذنوب الماضية لا تفارقني، وتسبب لي تعبا نفسيا شديدا.
أحاول حفظ القرآن وأسعى إليه، ولكني لا أشعر بالثبات في قلبي.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته 

حياك الله أختي الفاضلة

نسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته ويتقبل منك وأن يرزقنا وإياكم حفظ كتابه وإتقانه والعمل به، إنه على كل شيء قدير.

يقول تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات).

الله غفور رحيم هو من أذن لك بالتوبة والالتزام، وهو الذي أخرجك من ظلمات الذنوب إلى طريق النور؛ طريق الحق ونسأل الله لك الثبات.

ولا شك أن الشيطان نعوذ بالله منه لا يترك ابن آدم وشأنه قال تعالى: ” ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ”

كما ويقول الحبيب صلوات الله عليه وسلامه” أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

فهوني على نفسك هذا الألم الذي تصرين على تذكره.. توقفي عن لوم نفسك.. فهذا التذكر المفضي إلى الحزن سيكون له تبعات على الروح والهمة والطاعة والواجبات. 

إذ أن تذكر الهم يعود على النفس بآثار سلبية أحيانا؛ كالحزن المُقعِد عن الطاعة والتقرب من الله تبارك وتعالى فتضيع الهمة .. وتحول هذه الهموم بينك وبين الإقبال على الله سبحانه .. وتبعدك عن الأعمال الصالحة وتحرمك من الخير الكثير..

ياطيبة اجعلي الاستغفار يجري على لسانك .. في كل وقت وحين.. حتى أثناء الطعام والشراب.. وجاهدي نفسك عليه. له آثار عجيبة يكفي منها أنه يذهب الله به الهم والغم .. 

عندما يخطر على بالك أي ذنب فعلتيه بالماضي مهما كان صغيرا أو كبيرا .. استغفري بندم شديد، استغفري مع استشعار أن الله يراك، ويرى ندمك، ويرى ضيق صدرك على كل فعل مضى …  احرصي على الإخلاص في الاستغفار؛ أن يكون استغفارك صادقا نابعا من ندم شديد، ونفس تائبة ترجوا ماعند الله من ثواب، وتخاف ما عنده من عقاب.. استغفري  بصدق وإخلاص احرصي على حضور القلب .. ستجدين لذة في استغفارك، وحلاوة في عبادتك، وراحة تسري في حياتك؛ تنير صدرك ستجدين أثرها مع الالتزام، والمداومة على الاستغفار بإذن الله تعالى..

وأنصحك بالمحافظة على صلاة الوتر ولو ركعة واحدة ففيها ينشط الجسم وتزيد الهمة..ستجدين أثرها بإذن الله في حياتك إن كنت ممن يتركها.. أما إن كنت ممن يصلها فداومي عليها ثبتك الله.

كيف يكون الثبات دون دعاء .. وكيف يكون الثبات دون مناجاة وطلبه من الله، في جوف الليل وفي أفضل الاوقات التي تستجاب بها الدعوات .. كما قال ابن القيم عن الدعاء أنه الجيش الذي لا يهزم والجند الذي لا يغلب..

بثيها في جوف الليل بين يدي جبار قيوم غفور رحيم ودود لا يعجزه شي وهو الغفور الرحيم، لا تكثري على نفسك ركعات قليلة لها أثر كبير عند الله تعالى وبها خير كثير لك..

قراءة القرآن أيضا من مذهبات الهم فهو النعيم المقيم، وفي ملازمته يكون الثبات وتكون فيه الحياة لقلبك والصفاء لروحك.

لكن تذكري ياغالية؛ أن مصاحبة القرآن لا تأتي هكذا دون تعاهد كثير، وجلسات طويلة من الترتيل..

يحتاج صبر و تصبر وجهاد والتزام وتعاهد  ..فإن أقبلت ِ عليه بصدق أقبل هو عليك.. فالقرأن عزيز.. لا يقبل أن يزاحمه أحد ..

مهما وجدتِ صعوبة في حفظ القرآن؛ جاهدي نفسك ستجدين أثره في قلبك ونفسك عامرًا مع كل آية، لكن المعاهدة المعاهدة وسوى ذالك لا يكون مجاهدة ..

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة