السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي طفلة عمرها سنتين ونصف، دائما تبكي على أتفه الأسباب، والأمر مرهق نفسيا للأم؛ خصوصا وسط انتقادات العائلة.
أحيانا أتركها تبكي ثم أتحدث معها وأحتويها، وأحيانا أكون شديدة عليها، وأحيانا أطلب من والدها التدخل.
كيف أتعامل مع هذا البكاء دون أن أضر بطفلتي أو أسيء نشأتها؟
وهل مناسب أن ألحقها بحضانة في عمرها هذا؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي
في البداية لابد أن تفهم الأم جيدا سبب هذا البكاء، ولا أحد يحسن ذلك أبدا كما تحسنه الأم.
فمن الممكن أن يكون البكاء سببه الغيرة من الصغير، ومن الممكن أن يكون للفت الإنتباه، أو بسبب مشاعر سيئة في نفس الطفلة، أو هو مجرد تقليد للصغير حيث أنها ترى الإهتمام به عندما يبكي فتود أن تحظى بنفس الإهتمام، طبعا بالإضافة للأسباب الأخرى المعروفة كالألم مثلا أو الجوع أو حاجة ما لا تحسن التعبير عنها وهكذا.
ومن وجهة نظري أن أغلب بكاء الطفلة هو طلبا للإهتمام، فلو أننا عالجنا هذا السبب لقل بإذن الله معدل البكاء كثيرا،
وأفضل علاج له أن تخصص الأم بعض الوقت يوميا للصغيرة تقضيه معها تلعب معها وتشاكسها وتظهر لها مدى أهميتها عندها ومحبتها لها، حتى تشعر الصغيرة أن أخوها لم يأخذ كل اهتمام الأم أو لم يسرق الأم منها، كذلك يمكن للأم أن تهتم بوقت نوم الصغيرة، بأن تأخذها في حضنها حتى تنام، وتحكي لها قصة ما وتخبرها بمدى محبتها لها وتقبلها وتضمها بحنان ورفق.
كل هذا سيقلل معدل بكاء الصغيرة بإذن الله، وليس ذلك فقط بل حينما تطلب الأم من الصغيرة السكوت بتعبيرات وجه تدل على الحزن من تصرفها، ستستجيب الصغيرة محبة للأم وخوفا على حزنها.
أحيانا أيضا يكون البكاء مجرد إعلان حالة تمرد وعناد، وهذا يحتاج غالبا لتجاهل منا حتى تصل رسالة للطفلة أن العناد لن يجدي نفعا. لكن أيضا على الأم أن تتبع ما قلناه بالأعلى حتى لا تحمل الرسالة معنى أن لا أحد يكترث لها أو يهتم بأمرها، وإنما ستستطيع حينها أن تفهم أن العناد فقط هو التصرف المرفوض، إنما هي محبوبة ومقبولة ومهمة.
أخيرا من أهم أسلحة الأم في مشوار التربية، الإستعانة بالله عزوجل وصدق التوكل عليه، والدعاء الدعاء.
ولا أنصحك أبدا بأن ترسليها للحضانة في هذا السن، وأن تهتمي أنت فيه بخلق علاقة متينة بينك وبين الصغيرة تقوم على المحبة والإهتمام كما أسلفنا، فتلك العلاقة هي أكثر ما سينفعك بإذن الله حين تكبر البنت وستكون مدخل عظيم لاحتواءها وتربيتها وتقويمها، فإياك أن تفرطي فيها أبدا.
بارك الله لك فيها وأنبتها نباتا حسنا وجعلها قرة عين لكم، آمين آمين.