التعدد متعب ويصعب تحمله!

|

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مطلقة في عمر الثلاثينات، لا يتقدم لي إلا معددين.. ألا يوجد مطلقين وأرامل؟ أو الموضوع شيئ روحي وعين مثل ما يقولون؟
التعدد فتنة ومتعب ويصعب تحمله، بذلت كل ما أستطيعه من أسباب إيمانية ومادية، ولي أكثر من ٨ سنوات في هذا البلاء.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا ومرحبا أختنا 

أولا يا حبيبة دعينا نتفق على بعض النقاط؛ 

إن معايير اختيار الزوج يجب أن تحدد بالخلق والدين لا بالعمر أو الحالة الاجتماعية  وهذا ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكيف أختار الزوج المناسب؟ ينبغي أن أنظر أولا إلى مسألة الخلق والدين؛ هل هو ملتزم بما أمر الله كما علمنا نبيه صلى الله عليه وسلم؟

هل أخلاقه حميدة؟ فيكون رجل ذو مروءة ورجولة وكرامة وكرم ومسؤولية وصدق..

فهنا نقول أنّ هذا الرجل يصلح للزواج بغض النظر إن سبق له الزواج أم لا.

ثم إن التعدد ليس حراما ولا عيبا ولا نقصاً عند الرجل، ماذا إن أتاك صاحب خلق ودين وهو متزوج وأراد الزواج منك؛ وهو مستعد أن يكرمك ويؤمن لك السكن الخاص، ويعاملك بأحسن ما تعامل به الزوجة؛ فيجب أن تقبلي به، فهذا لا يعد نقصاً ولنا في أمهات المؤمنين والصحابيات قدوة حسنة.. لم تكن إحداهن ترد الخاطب لأنه معدد، بل يرُد الخاطب لأجل الدين والخلق. 

فالمهم بالزواج هو الرجل الذي يعرف ربه ويتقي الله في زوجته، سواء كانت وحدها أم لديه غيرها المهم أن يعاملها كما يرضي الله. 

وما الفائدة إذا تزوجت مطلق ثم لم يكن ذو دين وخلق فيعاملك بسوء ويظلمك ويطلقك مرة أخرى..؟ 

ما أدراك أن يكون الأرمل الذي تنتظرينه بخير لك، قد يجعلك تبحثين عن الطعام عند أهلك..؟ 

ثم كما ذكرت لك إن المعايير التي يجب أن نضعها مقياسا للزواج؛ يجب أن تكون موافقة للشرع لا مخالفة له لأن هذا ما يضمن لنا الحياة الآمنة والمطمئنة؛ ولهذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نختار الزوج لنسعد به في الدنيا والآخرة: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”.

ولعلمك فالمعدد الذي يريد التزوج من امرأة أخرى وهو صاحب خلق ودين، مع حرصه على المحافظة على زوجته السابقة؛ يكون إنسان مسؤول، ورجل متحمل للمسؤولية، وإلا فما أقدم لتحمل بناء أسرة جديدة بكل معنى الكلمة من بيت وأطفال وزوجة أخرى.. فهذه ميزة لا توجد عند المطلق أو الأرمل أو العازب. وإذا سألتم عن حياته السابقة وتبين أنها مستقرة وسألت عن خلقه مع زوجته السابقة؛ فهذا سيجعلك تطمئنين أكثر..

وكما ذكرت لك التعدد لا يعد نقصاً بل الطلاق يعد نقصاً لأن الأول استطاع الحفاظ على الأسرة الأولى وهو على استعداد لبناء أسرة جديدة، بينما المطلق لم يستطع الحفاظ على الأسرة هذا بشكل عام.

وماذا لو أخبرتك أني أعرف امرأة تزوجت معدد وهي في سن الثالثة عشر، مع أنه أكبر منها بما يقارب العشرون عاما، ولم يكن ذا مال؛ بل كان ضعيف الحال حتى، ولكنها تزوجته لأجل دينه وخلقه.. ووالله أنها تعيش الآن بفضل الله حياة مستقرة ولديها أطفال وقد فتح الله عليهم، وهي مطمئنة بحياتها وتقول بأنه أفضل قرار أخذته، وتحمد الله أنها لم تضيع حياتها في انتظار الرجل الكامل، واتبعت السنة فكمل الله حياتها بالاستقرار و والسعادة. مع العلم أن البنت جميلة، وقد خطبها شخص آخر عازب مع خطبة زوجها الحالي؛ فرفضته وفضلت ذو الدين؛ وهي تقول لقد اخترت أفضل زوج لنفسي وأفضل أب لأولادي.

فمن يجعل مقاييسه وفق الشريعة وكما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم يرتاح، ومن يعرض عنها يغرق في دوامات الحياة الدنيا.

وكما ذكرت لك اختيارنا يجب أن يكون مبنيا على ذو الدين والخلق، لا على المتزوج والأعزب والمطلق والصغير والكبير. فإذا جاءك المعدد وهو غير كفؤ لا بدينه ولا بخلقه فارفضيه، وابحثي عن صاحب الخلق والدين.

الأهم أن يكون وفقا لهذه المعايير  ولو اختلفت عن معايير الناس وما تعودوا عليه وما ألفوه في أفكارهم واعتقاداتهم. اظفري بصاحب الدين فإن ظفرت به أفلحت وسعدت. 

رزقك الله الزوج الصالح الذي تقر به عينك والأسرة الصالحة التي تكون صلاحا لك وللأمة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة