السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا دائما أدعوا الله أن يرزقني الزوج الصالح، لكن في اليوم التالي ودائما يدق شخص ما ويكون هناك ظرف قد حصل، أو حالة وفاة، أو حادث.
ما السبب؟ مع العلم كلما دعوت أشعر أن الدعاء مستجاب فما المشكلة؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حيّاكِ الله يا طيّبة،
الدعاء عبادة جليلة حثّ عليها الشرع ورغّب فيها، والله تعالى يحب أن يسمع صوت عبده يناجيه ويسأله حوائجه ويلحّ فيها.
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم).
وروى الطبري عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب، حتى تعجل له في الدنيا، أو تدخر له في الآخرة، إذا لم يعجل أو يقنط. قال عروة: قلت: يا أماه! كيف عجلته وقنوطه؟ قالت: يقول: سألت فلم أعط، ودعوت فلم أجب.
كما وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته. فنعلم من هذا همّتهم رحمهم الله في الدّعاء، وأنّهم كانوا لا يتوانون عن سؤال الله كل ما لهم به منفعة، وكانوا يكثرون من هذه العبادة ويتقرّبون إلى الله فيها، معظمين التوكل عليه سبحانه في أبسط أمور حياتهم، حتى كان الله هو الأول والآخر في قلوبهم، وهو المغيث والمرجو في كل صغيرة وكبيرة.
فاجعلي الدعاء ديدنك وحالك في كل وقت، وادعي الله بحوائجك متحرّية أوقات الاستجابة، ولا تلتفتي إلى ما يحاول الشيطان به تثبيطك وإبعادك عن مناجاة ربك والتقرّب إليه، فما هي إلا تلبيسات منه ومحاولات في صدّك، فكوني فطنة ولا تُسلّمي نفسك له، واستمرّي وألحّي على الله بالدعاء بأسمائه الحسنى.
وهنا لي تحذير؛ لا تدعي الله بنيّة التجربة، فتتلمّسي وبتكلّف حصول كارثة أو مصيبة بعد كل دعاء، فالحوادث والابتلاءات حاصلة في هذه الدنيا كل الوقت لا علاقة لها بدعواتك، بل ادعي بيقين وحسن ظنّ بخالقك الذي أسبغ عليك نعمه، فما من عبدٍ يرفع إليه سبحانه يديه؛ برادّهما صفرًا.
رزقك الله به يقينًا لا ينضب وحسن ظنّ لا ينقطع وأكرمك باستجابة دعواتك.