السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف السبيل للتقبل والاستمرار في السعي دون الحصول على نتائج مرضية شافية؟
كيف لا أجعل ذلك يؤثر على حسن ظني بالله، أو استشعار أن الله يريد بنا خيرا؟ بفضل الله لا أتوقف عن العبادة عند المنع، ولكن ينتابني إحباط شديد وشعور بأني غير جيدة عند ربي، أشعر أني عانيت من التهميش أغلب حياتي، وعدم التوفيق ينمي هذا الشعور..
أرى أناسا اللهم بارك يغير الله لأجلهم الأمور حتى تأتي وكأنها على هواهم، وأرى إلحاحي ومحاولاتي التي لا تأتيني بنتائج مرضية مشبعة لمشاعري واحتياجاتي.
أحب الله إن أعطاني أو إن منع عني،أحبه فهو الكريم الحكيم، ولكن أخشى ألا أكون من الصالحين عنده..
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أختي العزيزة؛
جاء في صحيح مسلم عن سعيد بن جبير رحمه الله قال حَدَّثَنا ابنُ عبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النبيَّ ومعهُ الرُّهَيْطُ، والنبيَّ ومعهُ الرَّجُلُ والرَّجُلانِ، والنبيَّ ليسَ معهُ أحَدٌ، …) الحديث
هؤلاء الأنبياء لم يروا نتيجة سعيهم في الدنيا؟
هل هذا يعني أن الله عز وجل لم يوفقهم، أو لا يحبهم؟
بالقطع لا، فهؤلاء أكرم خلق الله عز وجل عليه.
الحمد لله أن ربنا عز وجل لا يحاسب الإنسان على نتيجة سعيه، فهذه سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام قتلت في أول الدعوة، لم تشهد أي من الهجرتين، ولم تشهد فتح مكة، ولم تشهد فتوحات الإسلام وانتشاره؛ هل هذه لعدم كرامة لها أو نقص محبة من الله عز وجل، لا والله حاشا لله، بل هي من السابقين الأولين مع من أنفق من قبل الفتح وقاتل وأولئك أعظم درجة.
نحن لا نشترط على الله عز وجل يا أختي، ولا نمضي عقدا مع الله عز وجل أن إذا فعلنا كذا لابد أن نأخذ مقابله كذا كمكسب دنيوي، وليس لنا حقوق على الله عز وجل؛ إلا أن لا يعذبنا إن نحن وحّدناه ولم نشرك به شيئا.
الله عز وجل الحكيم يعلم ما يصلح كل إنسان وما يصلح له، ولعل اختبار هؤلاء الأشخاص الذين تتحدثين عنهم أعظم وأشد من اختبارك في عدم رؤية الأثر الذي ترجين. فكثيرا جدا يكون اختبار العطاء أشد وأنكى من اختبار المنع.
يمكنك قراءة هذا المقال حول هذا المعنى
https://t.me/AsennatAdiyaa/827
الفيصل في القبول، هي الاستقامة والثبات على ما أمر الله عز وجل كما يرضى الله عز وجل.
والنتيجة الحقيقية هناك في جنات عرضها السماوات والأرض ومغفرة ورضوان من الله.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل رضوانه وجنته، آمين آمين.