شيوع جريمة التحرش في المواصلات العامة…

|

كنت في المواصلات عائدة إلى البيت، وفي السيارة أمامي أماكن فارغة وهناك المقعد الأول به ثلاثة كراسي، تجلس سيّدة على الكرسي الأول بالداخل، والكرسي الذي بجانب الباب يجلس عليه طفل، والكرسي الأوسط فارغ، فعندما جاء رجل كبير وجدت الطفل يحرك جسده ليكون الباب في وجهه ليمر الرجل ويجلس بالكرسي الأوسط (بجانب السيدة)، فرفض الرجل وجلس في مكانٍ آخر.

ثم مرت دقائق ووصلت السيدة للمكان الذي تريده؛ فغادرَت السيارة، وعندها وجدت الرجل يقول للطفل بجدية رنّت في أذني، قال: “مينفعش أقعد جنب الست”، ولم أصدق نفسي حينها، وشعرتُ بالخير لوجود أناس مثله في هذه الدنيا، لماذا؟
لأن السائد في المواصلات – للأسف – أن السيدة والرجل يجلسان بجانب بعضهما البعض بالتصاق وكأنهما زوجين!

أتذكر أنني رأيت ثلاثة فتيات يجلسن متقاربات جداً لنحافة أجسادهن، وكان هناك مكان صغير بجانبهن على الكرسي الثالث، فجاء شاب والتصق بالفتاة الثالثة من ناحية الباب، وهي لم تحرك ساكناً!
أجرَمَ متعمداً، واختار أن يفعل إثم عظيم يحاسبه الله عليه لأجل متعة زائلة، ويبقى الذنب ثقيلاً في ميزانه.
لم تصرخ في وجهه، لم تهينه، لم تقول له شيئا، ظلّت جالسة تتحادث مع صديقاتها، وكثيراً ما يحدث أن تركب امرأة ويجلس بجانبها رجل بالتصاق – أو العكس -.

موقف آخر:

في بعض سيارات المواصلات يكون بجانب الباب مقعد صغير يجلس عليه ثلاثة أفراد إن كانوا من نفس النوع، أو فردين فقط إن كانوا رجل وامرأة… هذا المفروض!
لكن لاحظت أن الرجل هبط من السيارة لتدخل امرأة أخرى بجانب الجالسة، ثم التصق بها وكانوا امرأتين ورجل!

أنا أرى أن المواصلات بمثابة مكان آمِن لكل متحرش، أن يفعل فعلته الدنيئة لا يبالي بكونه مُسلِماً، ولا يتقي الله في نفسه وفي النساء من حوله.
ومن الناحية الأخرى: فللأسف هناك الكثير من النساء في وطننا يخترن التخلي عن عفتهن، وكرامتهن، وقيمة حيائهن كنساء، في مقابل الوصول إلى العمل أو الجامعة!
وَهُنّ فرصة سائغة لأي متحرش إذا قام بهذه الفعلة القذرة في الشارع سيجتمع عليه الناس ويضربونه، لكن أن يلصق جسده بجسدها في المواصلات، فلن يجد من يلومه، فهي توافق على التحرش ويتم بإرادتها الحرّة لأن المسميات مختلفة حسب المكان، ففي الشارع اسمه متحرش، لكن في المواصلات اسمه راكب!

يؤسفني إخباركم أن هذا الأمر ألاحظه كثيراً، فإذا كان كل ذلك يحدث في السيارات التي أكون فيها فقط، فكيف الحال في بلدي كلها وكل سياراتها؟

ينبغي أن تعلم كل أنثى: أن جسدها غالٍ، جميل، لا يحق لأي رجل أجنبي الاقتراب أو المساس به أبداً، وقيمة جسدها وعفتها أعلى من ما هي تتخيل، ولو كانت تعرف قيمته جيدا لَمَا وافقَت على انتهاك حرمته بهذه الطريقة البشعة، ولأجله يتزوج الناس ويبدأون حياة جديدة مليئة بالمسؤوليات، لكن يعيشون بشرع الله لا يلجؤون إلى الحرام بل يحافظون على أنفسهم وشرفهم.

يجدر بكل فتاة أو سيدة تركب المواصلات أن تضع بجانبها حقيبة سميكة أو ممتلئة بالأشياء لتصنع فاصلاً كبيراً بينها وبين الراكب؛ لأنها لو كانت الحقيبة صغيرة أو غير ممتلئة سيكون الفاصل صغيراً – كالورقة – وغير آمن.
إما ذلك، وإما تدفع جنيهات بسيطة لحجز الكرسي الذي بجانبها فلا يجلس عليه أحد.
ولا تستكثر هذه الجنيهات، ويمكنها احتسابها ليكون عملاً خالصاً لوجه الله، تبتغي به رضاه، وتأخذ أجراً على كل مرة فعلَت فيها ذلك.

وما من أحدٍ يعرف بأي عمل سيدخل الجنة، قد يكون عملاً بسيطاً مثل الذين أشرنا إليه، لكن في المقابل حسنات نتيجة الحفاظ على الشرف، وإذا كان ركوب المواصلات ضروريًّا فلتبتعد عن أي مواطن فتنة، وتذكّري دائماً أن شرفكِ أغلى من كل ما تملكين، والحفاظ عليه هو من أهم أهداف أي مسلمة في الحياة.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة