الإختلاط بابُ شَرٍّ!

|

اعلَمي أنّ الإختلاط بالرجال في هذا العالَمِ الرّقميّ، واستئناسَكِ بالحديثِ معَ أيِّ رجُلٍ ، هو بمثابة إطلاق النّارِ على قلبكِ… تبادُلكِ للتّعليقات معه، ردودكِ عليه، مُحادثته في الخاص من باب (السّؤال عن أمرٍ شرعيّ)، استفساركِ منه -ويكأنّ العالَم قد خلا من النِّساء والشُّيوخ ولم يبقَ إلّاهُ!-؛ كلّ هذا سيؤدّي بكِ إلى مهاوٍ لن تحتملينها… لن تعلَمي حينئذ أنّ الشّيطان يُزيّغ لكِ مُحادثة طالبُ العلم هذا بالذّات، ولن تُدركي كيف يجعلكِ تظُنّين أنّهُ شيخ الإسلام فلا تسألينَ غيره، بل تأتين وتستفسرينه عن أوضحِ الأُمور وفتاوٍ لو بحثتِ قليلاً لوجدتِ جوابَها! لكن هذا هوَ الشّيطان، يَفتنُ المرء من حيثُ لا يدري… فاستعيذي منه، وأدركي مدى خطره، وكُفّي عن أفعالكِ هاتِه.

بداية العلاقات المحرمة

مُعظم العلاقات غير الشّرعيّة تبدأ بكلامٍ عفويّ، ولن تُدركي حينها أنّها ستسوقكِ لمثلِ هذا الطّريق لكنّها -في الغالب- تنتهي بخيبةٍ وانتزاعٍ للحياء!

  • تبدأ بتبادل تعليقات في صفحةٍ ما
  • بعدها يُراسلكِ في الخاص بـ (السّلام عليكم أُختاه…)
  • ثُمّ بعدها تجدينَ نفسكِ قد دخلتِ في علاقةٍ محرّمة كنتِ في منأىً بعيدٍ عنها فقط لو أنّكِ ما حادثتِه منذُ البداية!

فقط لو أنّكِ حظرتِه عندما راسلكِ! فقط لو أنّكِ لم تُظهري له أنّكِ (سهلة)؛ إذ الرّجُل يعلم مَن بإمكانه أن يوقِعها في الشِّباك، ومن ستُخجله من فعلِه هذا… ولا تظُنّي أنّ مَن تُخجله هيَ تلكَ الّتي ستردّ عليه وتزجُره! لا! بل هيَ تلكَ الّتي ستزجُره بحظرهِ حالاً، ليعلمَ أنّهُ ليسَ رجُلاً عندما حادثها، وأنّها عزيزةٌ حييّة لا تُقَلِّل من شأنِها بالرَّدِّ على أمثالِه حتّى.

وسائل التواصل باب فتنة

في زمنٍ مضى، كانَ الرّجُل لا يصل للفتاة إلّا بعدَ مشقّةٍ عظيمة. أمّا اليوم، فيتسلّلُ هذا الذِّئب من نوافذَ عديدة، قد تُدركها الفتاة أو لا… لذا؛ يجبُ على الفتاة اليوم أن تكونَ أشدّ انتباهاً، وأكثر تورُّعاً وحياءً. فحساباتها الاجتماعيّة تجعلها خاصّة ولبني جنسها فقط. لا تعليقات عندَ الرِّجال، لا تحويلات، ولا مُراسلات. تستخدم هذهِ المواقع لتنتفعَ وتنفعَ فقط.. لا لتُحادِث الرِّجال وتتفاعل معَ منشوراتهم! واِعلَمي أنّهُ ما أذهبَ لحياءِ المرأة مثلَ مُحادثة الرِّجال والانبساطِ إليهم.

احفظي قلبك!

أيا بُنيّة، لقد منعتِ عن نفسكِ الاختلاط في الواقع، فما لكِ تُدمّرينَ كلّ هذا باختلاطكِ معهم في المواقع، وكأنّ الأمرَ مُختلفٌ! اِعلَمي أنّ هذا بابُ شرٍّ، ما إن فتحتِه ولجته، وإذا ولجته= انغمستِ فيه فلم تخرُجي! فاحفَظي نفسكِ، وأقرّي بضعفكِ. لا تُعلّقي قلبكِ بأيِّ رجُلٍ هُنا، وأحكمي إغلاق هذا القلب وصونيه لزوجكِ، ومَن تشعُرين أنّ قلبكِ قد تعلّقَ به فلا تُتابعيه، والعلم الّذي تجدينه عنده ستجدينه عندَ غيره، فلا يخدعنّكِ الشّيطان. املأي وقتكِ بما ينفعكِ ولا تُهدريه هُنا؛ فهوَ عزيزٌ، وستُسألينَ عنهُ.

أنتِ تعيشينَ رونقَ حياتكِ، فاستغلّي هذهِ الفترة بما ينفعكِ؛ بتعلُّمِ العلم الشّرعيّ، التّربية، حُسنِ التّبعُّل، وكلّ ما يُعجبكِ في حدودِ شرعِ الله. لا تُهدري أيّام عُمركِ العزيزة هاتِه بالتَّعلُّق والعِشق بمن لا وصلَ معهُ في الحلال!

بقلم: أُمُّ هُرَيْرَة

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة