وهذه الثغور ثغورنا، ومالنا إلا أن نثبت عليها، وأن نبذل الغالي والنفيس من أوقاتنا في الدفاع عنها، وهذه ليست مجرد شعارات نُرددها، بل هي صدى لإيمان عميق يسكن أرواحنا، ووعي متجذّر بمسؤوليتنا تجاه ديننا وقضيتنا وكل أمّتنا.
وهذه الثغور، ليست مجرد حدود جغرافية أو مواقع تُحرس فحسب؛ بل هي كل ما يستحق منا الصمود والتضحية والثبات عليه؛ المبادئ التي نؤمن بها، القيَم التي رُبّينا عليها، أحلامنا التي نعافر من أجل الوصول إليها، وعيَنا الذي نحرص على صيانته، بل حتى وجودنا ذاته الذي لا يكتمل إلا بالدفاع عنها.
قد تكون حراستنا لأوطاننا التي نحملها في قلوبنا، أو صيانتنا لفكرٍ صحيح نُدافع عنه، أو دفاعًا مُستميتًا عن مبدأ لا نتنازل عنه مهما حدث، أو حتى الحفاظ على جوهر ذواتنا التي تقاوم عوامل التلاشي في زحمة الحياة وصخبها.
في كل الأحوال، هي تتطلب منا ذاك الثبات الذي لا يتزعزع أمام العواصف، والصبر الذي لا ينفد مهما طال الأمد، والإيمان العميق الذي لا يتضعضع في وجه الشدائد. ومالنا إلا أن نثبت عليها، لأننا نُدرك تمام الإدراك أن التراجع عنها يعني فقدان الجوهر الذي يُشكّل هويتنا، وأن الاستسلام لضغط الظروف يعني خسارة أرواحنا التي لا نملك أغلى منها.
والثبات هنا ليس جمودًا أو توقفًا، بل هو حركة مستمرة نحو التحصين الدائم والبناء المستمر، تحدٍّ لكل ما يُهدد هذه الثغور من الداخل أو يتربص بها من الخارج. هو أن نُدرك أن كل لحظة نقضيها في صيانة هذه الثغور، هي استثمار لا يُقدّر بثمن في بناء مستقبل أكثر أمانًا وكرامة لأمّتنا الإسلاميّة.
لذلك؛ نبذل فيها النفيس من أوقاتنا؛ وليست الأوقات فقط هي الثمينة التي نقدمها، بل الجهد الذي يُستنزَف منا، والفكر الذي يُرهق في سبيلها، والإرادة التي نُجددها مع كل صباح، وكل قطرة من عرق السعي التي ترويها، نبذلها عن طيب خاطر؛ لأن إدراكنا لقيمة هذه الثغور يجعل البذل فيها واجبًا مقدسًا، وشرفًا لا يدانيه شرف.
ففي حماية هذه الثغور، نجد معنى وجودنا الحقيقي، ونؤكد أصالة انتمائنا الذي نعتزّ به، ونُعلي من قيمة كل ما نؤمن به من حق وخير ونصر لأمّتنا العربيّة والإسلاميّة.










