الزواج أسمى رباط في الإسلام

في جوفِ كلِّ قلبٍ مؤمن، تسكُنُ فطرةٌ صافيةٌ تُدرك أنَّ أعظم رباطٍ على وجهِ الأرض، هو ذاك الزواج الذي يجمعُ زوجين تحت ظلالِ المودة والرحمة، رباطٌ ليس كأيِّ رباط آخر، بل هو آيةٌ من آياتِ الخالق العظيم، كما وصفها سُبحانه في كتابه الكريم:

 ﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾، 

هي دستور حياةٍ يفيضُ جمالًا وهدوءًا، يهدي القلوب إلى حيث الطمأنينة والسكينة. وهذا هو الحبُّ الذي يريده ديننا، ليس نزوةً عابرةً، بل عهدًا عميقًا تُبنى عليه الأُمّة.

تجليات الحب والرحمة في الحياة الزوجية

فكيف يتجلَّى هذا الحبُّ وتلك الرحمة في حياتنا اليومية؟

أليست هي تلك اللمسة الحانية التي تُزيل عناء يومٍ شاقّ؟

وتلك الكلمة الطيبة التي تُرمِّم صدعًا صغيرًا قبل أن يتّسع؟

هي في التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما نغفلُ عنها. تكمُن في احترامِ كلٍّ منهما للآخره، لكرامتهِ، لمكانتهِ، لدورهِ المُهم في هذا البناء العظيم.

ألم يُعلِّمنا ديننا أنَّ “خيركم خيركم لأهلِه”؟

فهلّا جعلنا بيوتنا جنّات مُصغّرة تتنافسُ فيها القلوبُ على العطاءِ والإحسان؟

جسر القلوب عند الشدائد

والرحمة! هي ذلك الجسر الذي يربطُ الأرواح ببعضها حين تشتدُّ رياح المشكلات الأسرية. هي التماس العذر عند الزلل، وغضّ الطرف عن الهفوات، وتقديم العون في الشدائد. هي صبر أحدهما على تقصير الآخر، لا بضيقٍ أو تمنّنٍ، بل بحبٍّ عميقٍ يُدرك أنَّ الكمال لله وحدهُ.

أليست الحياة امتحانًا؟

فكيف ننجح فيهِ إن لم نتراحم فيما بيننا؟

بناء البيوت

إنَّ البيوت التي تبنى على قواعد متينةٍ من المودةِ والرحمة، تصمدُ أمامَ العواصف طويلًا، وتبقى منارات تُضيء دروب الأجيال القادمة. ففيها ينشأُ الأبناء على قدوةٍ حيّةٍ، يتعلمونَ منهما معنى الحبِّ الصادق والعطاء النقيّ.

أساس بناء الأمة

إنَّ الحبَّ والرحمة بين الزوجينِ ليسا مجرد شعورٍ شخصيٍّ، بل هما ركيزةٌ أساسيةٌ لبناءِ الأسرةِ الصالحة، والأسرةُ الصالحةُ هي اللبنةُ الأولى في بناءِ أُمّةٍ قويةٍ عزيزة. فمتى ما صلحت هذهِ اللبنة، قَوِيَ البنيانُ كُلّه. والأجيال التي تُربّى في كنفِ المحبة والتراحم؛ تنشأُ على الأخلاقِ الفاضلة، وتغدو قادرةً على حملِ رسالةِ الإسلام وخدمة وطنها بإخلاص وتفانٍ.

لنجعل بيوتنا سكنًا

فلنجدد نيتنا لله في كلِّ يوم، ولنجعل بيوتنا واحات من السكينة والمودة، ولنتنافس في إظهار الحبّ والرحمة فيما بيننا، لا لأجل الطّرف الآخر فقط، بل امتثالًا لأمرِ الله الرّحيم، وطمعًا في رضاه سُبحانه، وتأسّيًا بسنةِ نبينا الكريم ﷺ. ففي كلِّ كلمةٍ طيبة، وفي كلِّ ابتسامةٍ صادقة، وفي كلِّ عونٍ نقدمهُ لشريكِ الحياة؛ نزرعُ بذور خيرٍ عظيمة، لا تُثمر سعادةً في الدنيا فحسب، بل تمتدُّ ثمارها إلى جناتِ الخلد بإذن الله تعالى.

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة