حفلات الزفاف، تحملك أوزار لم ترتكبها!

تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي جميعها مقاطع من حفلات الزفاف لعموم المسلمين التي تفيض المنكرات والمحرمات والذنوب والمعاصي، وإنا لله.

طبعاً لا يحتاج قارئ هذه الكلمات أن أنصحه بعدم فتح هذه المقاطع ولا مشاهدتها ولا متابعتها. ولكن؛ إن قلبت في التعليقات على كثير من هذه المقاطع؛ لوجدت كثيراً من المعلقين يتمنون لو كان لهم مثل ما لهذه العروس أو العريس، فتلك تتمنى مثل هذه القاعة وفقراتها، وهذه تتمنى نفس “المكياج” أو الفستان أو الرقص أو أو أو، وهذا يتمنى مثل هذه الحالة وتفاصيلها، وينوي اعتماد تلك الفقرة يوم زفافه أو اختيار هذه الأغنية أو تلك، وذاك يندم أنه ما فعل مثل هذا ولو عاد به الزمن لفعل في زفافه كما يفعل العرسان الآن.

سبحان الله، تتعجب من شخص عافاه الله من ذنب ما، ويأبى إلا أن يحمل نفس الوزر دون حتى أي استفادة ولو دنيوية دنيئة.

تأمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يمكننا إسقاطه على كل النعم التي يمن بها علينا ربنا تبارك وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلاَ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ” رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

تخيل أنك تعافى من فعل معصية ثم تحمل وزرها، لأنك تريد أن تفعل كفعل العاصي فيها. أي غبن وخذلان هذا؟

لكن الحديث لا يخلو من بشرى خير، ففيه أجر عظيم على عمل قليل جداً، مجرد نية أن تتصرف في نعم الله عز وجل كما يتصرف فيها من يؤدي حق الله عز وجل ويتحسس رضاه فيها.

ذاك وزر ثقيل بلا عمل، وهذا أجر جزيل بلا عمل؛ بل بمجرد نية؛ فاختر لنفسك!

النشرة البريدية الأسبوعية (قريبا)

ستتصمن نشرتنا نصائح طبية وجمالية وتربوية وبعض الوصفات للمطبخ

نشرة البريد

مقالات مشابهة